الأسد لبوتين: نحتاج مساعدة اقتصادية لإعادة اللاجئين

«التحالف» ينفي مقتل 4 جنود أميركيين في دير الزور... ومساعدات إماراتية لدمشق

نشر في 10-11-2020
آخر تحديث 10-11-2020 | 00:04
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمته الافتراضية مع  الرئيس السوري بشار الأسد  أمس (ا ف ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمته الافتراضية مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس (ا ف ب)
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد قمة افتراضية عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، لبحث تطبيع أوضاع البلد العربي، وما تحقق من القضاء على بؤر الإرهاب، وإمكانية العودة الجماعية للاجئين، في حين نفى التحالف الدولي المناهض لـ «داعش» مقتل 4 جنود أميركيين بشمال سورية.
عشية انطلاق مؤتمر دعت إليه دمشق من أجل حل أزمة اللاجئين، بحثت قمة افتراضية، جمعت الرئيس الروسي فلاديمير وبوتين ونظيره السوري بشار الأسد، سبل تهيئة الأوضاع في سورية عبر مواصلة القضاء على بؤر الإرهاب، وإتاحة الفرصة أمام إعادة اللاجئين.

وقال بوتين، خلال الاتصال، الذي تم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع الأسد، إن «بؤرة الإرهاب الدولي في سورية تم القضاء عليها عملياً»، مشيراً إلى إمكانية العودة الجماعية للاجئين إلى البلاد.

وشدد على ضرورة أن تسير عملية عودة اللاجئين بـ «طريقة طبيعية ودون إكراه»، لافتاً إلى أنه «يجب على كل سوري أن يتخذ قراره بنفسه، بعد تلقي معلومات موثوقة حول الوضع في وطنه».

وأقر الرئيس الروسي بأن حجم الكارثة الإنسانية في سورية مازال كبيراً، مؤكداً أن موسكو ستواصل بذل الجهود لتهدئة الوضع في سورية.

وأضاف: «هناك أكثر من 6.5 ملايين لاجئ خارج سورية معظمهم مواطنون قادرون على العمل. اللاجئون الشباب يمكن أن يشكلوا تهديداً للدول المضيفة من خلال الوقوع تحت تأثير المتطرفين».

وتابع بوتين: «روسيا تؤيد عقد مؤتمر دولي حول أزمة اللاجئين، والوفد الروسي سيكون من أكبر الوفود مشاركة». ووصف بوتين العمل الجاري ضمن صيغة أستانا بشأن سورية بالفعال.

وكانت الولايات المتحدة رفضت عقد المؤتمر واعتبرت أنه مزيف.

شكوى الأسد

من جهته، أكد الرئيس السوري، خلال مباحثات مع بوتين أن «معظم اللاجئين يرغبون في العودة إلى سورية والعقبة الأكبر أمام عودتهم هي الحصار الغربي المفروض على دمشق» في اشارة الى العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على سورية، وخصوصا قانون قيصر الأميركي.

وقال الأسد إن «الجزء الأكبر من اللاجئين يرغب في العودة، بعدما قامت الدولة بتقديم عدد كبير من التسهيلات، بعضها تشريعي والبعض الآخر يتعلق بالإجراءات من أجل عودتهم».

واشتكى من أن «العقبة الأكبر أمام عودة اللاجئين» هي «العقوبات الغربية المفروضة على دمشق، دولة وشعباً»، لافتا إلى أن إعادة اللاجئين بحاجة إلى «تأمين المستلزمات الأساسية الضرورية لمعيشتهم».

وأضاف: «كل منزل في سورية يهتم بقضية اللاجئين، وهذا الموضوع أولوية بالنسبة لنا كحكومة خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعدما تم تحرير جزء كبير من الأراضي، وانحسرت رقعة المعارك بالرغم من استمرار الإرهاب».

وعبّر عن أمله أن يخرج «المؤتمر الدولي» حول عودة اللاجئين المزمع عقده في دمشق غداً، بنتائج مهمة.

وعلّق الأسد آمالاً على الجهود الروسية لناحية "إمكانية تخفيف أو رفع أو إزالة هذا الحصار"، موضحاً أن إعادة اللاجئين "بحاجة إلى تأمين الحاجات الأساسية الضرورية لمعيشتهم كالمياه والكهرباء والمدارس... بالإضافة إلى موضوع تحريك الاقتصاد".

ومنذ عام 2017 تجري في نور سلطان (أستانا سابقاً)، محادثات حول الشأن السوري في إطار ما يسمى بصيغة أستانا، وفي يناير 2018 استضافت مدينة سوتشي الروسية مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي كان أول محاولة منذ بداية الصراع لجمع مجموعة واسعة من المشاركين في منصة تفاوض واحدة. وكانت النتيجة الرئيسية للمؤتمر قرار إنشاء لجنة دستورية، تعمل في جنيف وتتمثل مهمتها الرئيسية في إعداد الإصلاح الدستوري.

مساعدات إماراتية

في السياق، وصلت إلى العاصمة السورية دمشق قافلة مساعدات طبية إماراتية لدعم دمشق في جهود الحد من تفشي «كورونا» أمس الأول.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، أن المساعدات تشمل 22 طنا من الأدوية والمواد الطبية، سيّرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السورية.

وقالت الوكالة إن آلاف العاملين في مجال الرعاية الصحية في سورية سيستفيدون من المساعدات.

وجاء ذلك، غداة دعوة وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إلى ضرورة إيجاد مقاربة جديدة للأزمة السورية لإنهاء العنف والاقتتال. وقال قرقاش: «الأزمة السورية الممتدة بحاجة إلى مقاربة جديدة، فلا يمكن أن يستمر العنف بأبشع صوره وكأنه عمل طبيعي وخبر عادي».

وتابع، عبر «تويتر»: «التوجه والدور العربي ضروريان لإنهاء العنف والاقتتال عبر رؤية واقعية وبراغماتية، ودون ذلك سيستمر الصراع في سورية».

نفي... وإنزال

إلى ذلك، نفى المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش»، واين ماروتو، عبر «تويتر»، مقتل أي من جنود التحالف في سورية.

وجاء ذلك بعد أن أفادت وكالة الأنباء السورية بمقتل أربعة جنود أميركيين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آليتهم في ريف بلدة مركدة على طريق الحسكة دير الزور. في السياق، ذكرت مصادر مطلعة أمس أن قوات «التحالف الدولي» وقوات «سورية الديمقراطية»، التي يغلب على عناصرها الأكراد، قامت بعملية إنزال جوي في ريف دير الزور شرقي سورية واعتقلت 4 أشخاص موالين لـ «داعش».

وتستقر قوات أميركية في كردستان سورية والمناطق الواقعة ضمن نطاق سيطرة «سورية الديمقراطية» المعروفة بـ «قسد». ويوجد أكثر من 500 جندي وضابط ومستشار أميركي في شمال سورية ضمن مهمة التحالف المناهض للتنظيم المتشدد.

back to top