بينما لا تزال الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا والعاصمة النمساوية أخيراً محط اهتمام واسع في أوروبا، يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، في قصر الإليزيه المستشار النمساوي سيباستيان كورتز قبل قمة عبر الفيديو لبحث استراتيجية أوروبية موحدة للتصدي ولمكافحة «الإرهاب الإسلامي» مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

ويأتي هذا التحرّك الأوروبي، بعد أسبوع من اعتداء ارهابي شهدته فيينا أسفر عن مقتل 4 وبعد اعتداء نيس في جنوب شرقي فرنسا والذي أسفر بدوره عن سقوط 3 ضحايا، وقطع رأس المدرّس الفرنسي صامويل باتي في فرنسا في أكتوبر، وحادث طعن في مدينة دريسدن شرق ألمانيا في 4 أكتوبر الماضي، أودى بحياة رجل، ويتعامل معه المحققون على أنه «هجوم إسلامي متطرف».

Ad

ومن المقرر مناقشة هذه الاستراتيجية على نطاق أوسع خلال مؤتمر وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي المقرر الجمعة المقبل، ومرة أخرى خلال القمة المقبلة لقادة دول الاتحاد الأوروبي.

في سياق متصل، داهمت الشرطة النمساوية، أمس، أكثر من 60 موقعاً ضد «متطرفين إسلاميين» على ارتباط بجماعة «الإخوان المسلمين» وحركة «حماس» الفلسطينية في 4 مناطق مختلفة، على ما أعلنت النيابة العامة، في حملة ليست على ارتباط باعتداء فيينا.

وأفاد مكتب المدعين العامين في منطقة شتايرمارك، أن التحقيق الذي بدأ قبل عام يستهدف «أكثر من 70 مشتبهاً فيهم، وعدداً من الجمعيات مشتبه في دعمها للإخوان وحماس الإرهابيين».

وشن ضباط الشرطة صباحاً، حملة تفتيش على أكثر من 60 منزلاً ومبنى سكنياً ومكاتب عمل وجمعيات في فيينا وولايات شتايرمارك وكرينتن والنمسا السفلى.

وتم اعتقال 30 شخصاً واستجوابهم على الفور. وتجري التحقيقات بشأن الاشتباه في تأسيس تنظيم إرهابي، وتمويل الإرهاب، وصلات مناهضة للدولة، وتنظيم إجرامي، وغسل الأموال.

ووصف وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر، الحملة بأنها «ضربة ضد جذور الإسلام السياسي».

من ناحيته، أكد المدير العام للأمن العام فرانز روف في مؤتمر صحافي أمس، صحة التقارير التي أفادت بأن منفّذ هجوم فيينا كوتيم فيض الله «20 عاماً» والذي كان يحمل جنسية مزدوجة من النمسا ومقدونيا الشمالية، التقى في الصيف مع أفراد من ألمانيا كانوا تحت المراقبة وكذلك مع رجلين اعتُقلا منذ ذلك الحين في سويسرا.

وقال روف: «جرى لقاء في فيينا بين الأفراد الذين ذكرتم أنهم من ألمانيا وسويسرا، لكن هذا اللقاء حضره آخرون واعتقلوا في سياق التحقيق».

وتظهر هذه اللقاءات حجم إخفاق المخابرات النمساوية، قبل هجوم فيينا.

وكانت النمسا اعترفت بارتكاب «أخطاء لا تُغتفر» في التعامل مع المعلومات المخابراتية عن إرهابي فيينا.

وفي سيول، أعلنت الشرطة، أمس، توقيف شخصين لتعليقهما على جدار السفارة الفرنسية خمسة منشورات كُتب عليها «لا تحتقروا المسلمين» و»لا تدمّروا ديننا» و»أولئك الذين يوجّهون سكيناً نحونا سيُقتلون بسكين». وأظهر أحدها أيضاً صورة لماكرون مشطوبة بعلامة حمراء كبيرة.