لا مستحيل في أميركا
بعد الصفعة الإيجابية الأولى بفوز أول رئيس أميركي من أصول إفريقية وهو باراك أوباما في انتخابات عام 2008، ها هو العالم يشهد الصفعة الثانية بفوز كامالا هاريس بمنصب نائب الرئيس مع الرئيس المنتخب جو بايدن.كامالا ابنة لأبوين الأم مهاجرة من الهند والأب مهاجر من جامايكا، لم تمنعها هذه الاعتبارات من التعلم بأفضل المدارس والجامعات والطموح للترشح والفوز بعضوية مجلس الشيوخ، ومن ثم قبول الترشح لمنصب نائب الرئيس مع الرئيس المنتخب جو بايدن، بعد أن خسرت أمامه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي قبل أشهر من الآن.الرئيس المنتخب لا يقل عنها كفاحاً، فقد انتخب لمجلس الشيوخ في عام 1972، واستمر في الفوز بالعضوية حتى قرر الترشح للرئاسة في عام 1988 لكنه خسر في الانتخابات التمهيدية للحزب، ثم عاود الكره في انتخابات 2008 وخسر أمام الرئيس أوباما الذي قام لاحقا بتسميته لمنصب نائب الرئيس ليحققا معاً فوزاً كاسحاً أمام الثنائي الجمهوري جون ماكين وسارة بالين.
هذا يا سادة لا يحدث إلا في الولايات المتحدة، لأن البعض في أماكن أخرى من العالم للأسف ما زال يناقش دخول طفلة إلى مدرسة ابتدائية أو قبول طالبة حاصلة على شهادة ثانوية بنسبة 99٪ في الجامعة لأن ولي أمرهم لم يجدد قيده الأمني! نعود إلى الرئيس المنتخب ونائبته لنتساءل: ماذا يريد العالم منهما؟ماذا عن اتفاقية باريس للبيئة التي خرج منها الرئيس الحالي ترامب، هل ستعود لها الإدارة الجديدة؟ ماذا عن الضغوط التي مارستها إدارة ترامب في قضية تطبيع الدول العربية مع إسرائيل؟ ماذا عن الاتفاق النووي مع إيران؟ ولعل هذا هو أكثر ما يهمنا في دول مجلس التعاون، وهل ستقوم الإدارة الجديدة بالتساهل مع إيران في الملف النووي، وممارساتها بالهيمنة على بعض الدول العربية؟كل هذه المواضيع وغيرها هو ما يجعل انتخابات الرئاسة الأميركية الحدث الأبرز في العالم، لأنه إن أحببنا الأمر أو كرهناه، فالفائز بالمنصب، سيتيح له موقعه التحكم في أغلب قضايا العالم.كل ما نتمناه من الإدارة الأميركية الجديدة هو الموضوعية، خصوصاً في الملف الأهم في العالم العربي وهو القضية الفلسطينية والعودة الى حدود الرابع من يونيو عام 1967 وتطبيق تسعة وثلاثين قراراً لمجلس أمن متصل بالقضية، بالإضافة إلى الوضع في العراق وسورية واليمن، على كل حال هذا ما سنترقبه خصوصاً في السنة الأولى من عهد الإدارة القادمة.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.