عاصي الحلاني: لم أتردد في الغناء لمصر

*عدت للحفلات في مصر ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية، كيف وجدت التجربة؟

- أعتز بمشاركتي في مهرجان الموسيقى العربية بشكل شبه مستمر، فهو مهرجان له مذاق خاص بالنسبة لي، وأعتبر حفلتي به دائما بمثابة ليلة من ليالي الطرب الأصيل التي أستمتع فيها مع جمهور ذواق للفن بشكل حقيقي، وهذه الدورة بالنسبة لي كانت استثنائية خاصة بعدما تغير مكان الحفل ليكون في مكان مفتوح بمسرح النافورة، وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، وسعدت بالحضور الجماهيري والإجراءات المطبقة للتباعد الاجتماعي، وهناك مجهود كبير بذله منظمو المهرجان لإقامته في ظل هذه الظروف.

* كيف وجدت استقبال الجمهور للأغاني التراثية المصرية واللبنانية التي قدمتها؟

- جمهور المهرجان ذواق للفن، ويعشق الأغاني التراثية، وهذا الأمر يجعلني أحرص على انتقاء الأغنيات التي أقدمها لتكون مناسبة لاهتمامات الجمهور، فالمهرجان يكون فرصة بالنسبة لي لتقديم هذه الأغنيات، وأعتبر الحفل بمثابة فرصة حقيقية لتقديم توليفة موسيقية متنوعة.

* هل تشعر في المهرجان بأن الجمهور لا يزال لديه رغبة في الاستماع لأغان مميزة؟

- بالتأكيد، وهذا موجود طوال الوقت وليس في المهرجان فقط، فهناك الكثير من الأغاني المميزة التي يقدمها كبار النجوم، وبها ذوق موسيقي عال وإبداع حقيقي، فالأمر يجعلني أشعر بسعادة كبيرة بكل حفلة أقدمها في المهرجان، فهو أحد الأماكن القليلة التي تحافظ على الموسيقى العربية وأصولها.

* البعض يرى أن المهرجان يحافظ على التراث بشكل مبالغ فيه، فما رأيك؟

- نحن مطالبون دائما بالحفاظ على التراث، ليس فقط لأننا نشأنا عليه كفنانين وأثر في تكويننا، ولكن لأننا وصلنا إلى ما نحن فيه بفضل التراث العربي والفلكور الذي عشناه، ومن الضروري أن تكون هناك محافظة عليه مع مراعاة التطور الحادث في الموسيقى، والمهرجان يقوم بهذا الدور بشكل جيد من وجهة نظري، ليس فقط بالحفلات، ولكن في الفعاليات أيضاً التي تقام على هامشه.

* هل ترى أن الموهبة وحدها كافية لتحقيق النجاح؟

- بالتأكيد الموهبة هي الأساس في النجاح، لكن ثمة عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار، أهمها الإدارة الذكية للموهبة وحسن الاختيار، فكل هذه العوامل هي التي تؤدي إلى النجاح، الذي أعتبره بمثابة منظومة يجب أن تتحرك فيها جميع العناصر بشكل جيد ومتوازن حتى تصل إلى الجمهور وتحافظ على مكانتها.

* قدمت أغنية "أيوة يا مصريين" مؤخراً. حدثنا عنها؟

- سعدت للغاية بتقديمي هذه الأغنية في احتفالات أكتوبر الأخيرة، وعلى المستوى الشخصي أعتبر مصر بلدي الثاني، فهي قبلة الفنانين وهوليود الشرق، وعندما تحدث معي مدير أعمالي عن الأغنية في البداية تحمست لها، وقمت بتقديمها فور استماعي لها من دون تردد، لأنني وجدتها فرصة للتعبير عن حبي لمصر، ورد الفعل عليها كان جيداً للغاية، حتى عندما افتتحت بها حفلي في الأوبرا.

* كيف وجدت تجربتك في برنامج "ذا فويس كيدز"؟

- كانت تجربة مميزة جداً، فالبرنامج يوفر فرصة استثنائية للأطفال حتى يقدموا موهبتهم على المسرح وأمام ملايين المشاهدين، والبرنامج يعد مشروعا فنيا لمصلحة مستقبل الأغنية العربية، فالأمر ليس مجرد مسابقة، ولكن هو مشروع فني متكامل للأطفال، خاصة أن الموهبة في سن صغيرة تحتاج دائماً إلى من يوجهها بالإضافة إلى ثقلها بالدراسة.

* هل تشعر بأن الجمهور لا يزال يقبل على مشاهدة برامج المواهب؟

- بالتأكيد، لأنها تحمل جديدا بالفعل، وتعطي فرصة للمواهب الشابة للظهور والوصول للجمهور، لكن بعد نهاية البرنامج يكون العبء الرئيسي على صاحب الموهبة، وهناك نماذج كثيرة نجحت وعرفها الجمهور من خلال هذه البرامج، سواء فازت باللقب أم خرجت من مراحل المسابقة، وهذه البرامج أحد أهم مصادر تقديم المواهب في الوقت الحالي للجمهور العربي.

*ما سبب تأخر طرح ألبومك الجديد؟

- انتهيت من الألبوم منذ فترة، لكن الظروف لم تكن مناسبة بسبب أزمة فيروس كورونا وما تبعها من أحداث، بالإضافة إلى الحادث المؤلم وهو انفجار مرفأ بيروت، فكل هذه الأمور جعلتني أفضل انتظار التوقيت المناسب للطرح حتى يأخذ حقه مع الجمهور، لاسيما أنني أعود من خلاله إلى سوق الكاسيت بعد غياب 3 سنوات، وبذلت فيه مجهودا كبيرا حتى يخرج بصورة جيدة ومناسبة.

* ألا ترى أن 3 سنوات من أجل التحضير لألبوم فترة طويلة؟

- نعم، ولذلك حرصت على طرح أغنيات منفردة من وقت لآخر حتى لا تكون فترة الغياب طويلة، كما حرصت على تصوير الأغنيات، لكن في الوقت نفسه اختيار أغاني ألبوم كامل أمر ليس سهلاً، وزيادة الفترة نسبياً ارتبطت بقرار التأجيل نتيجة أزمة كورونا.