أميركا تبدأ تطعيم «كورونا» خلال أسابيع وترخّص «إيلي ليلي»
• تهافت دولي على اللقاح الأميركي - الألماني رغم التحديات التصنيعية واللوجستية
• كلّ دولة ستقرر مَن يجب منحه الأولوية
سارعت دول العالم إلى وضع جداول زمنية للحصول على المصل الذي أعلنت شركة فايزر تطويره ضد فيروس كورونا المستجد، مع استعدادها للحصول على ترخيصه بحلول نهاية نوفمبر الجاري في الولايات المتحدة، في حين ثارت تساؤلات حول عراقيل استخدام التطعيم، وتحذيرات من الإفراط في التفاؤل بشأن سرعة القضاء على الوباء.
غداة إعلان مجموعة "فايزر - بيونتيك" نجاحها في تطوير لقاح ضد فيروس "كوفيد ـ 19"، عقب الانتهاء من آخر مرحلة للتجارب السريرية، توقعت الولايات المتحدة، ترخيص اللقاح في غضون أسابيع قليلة.ويعني ذلك بالنسبة إلى الأميركيين الذين طلبوا منه 100 مليون جرعة مسبقاً، أن أولى عمليات التلقيح قد تبدأ قبل نهاية السنة، بشرط تأكيد سلامته على الصحة البشرية اعتباراً من الأسبوع المقبل، بعدما أعلنت الشركة العملاقة أن لقاحها التجريبي يخفض بنسبة 90 بالمئة خطر الإصابة بالفيروس التاجي، إلا أن على بقية دول العالم أن تنتظر إلى منتصف العام المقبل.وقال وزير العدل الأميركي، أليكس عازار، إن توزيع اللقاح سيكون عندها "مسألة أسابيع" فقط. وكانت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب قد جعلت من تطوير لقاحات أساسا لمواجهتها أزمة الوباء.
واستقبل مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، د. أنتوني فاوتشي، نبأ نجاح اللقاح الذي يؤخذ على جرعتين تفصل بينهما 3 أسابيع، باعتباره "أمراً عظيماً"، وقال إن الولايات المتحدة قد يكون لديها جرعات لقاح جاهزة قبل نهاية العام.في السياق، وافقت هيئة الغذاء والدواء الأميركية على الاستخدام الطارئ لعقار شركة "إيلي ليلي" الوحيد الذي يضم الأجسام المضادة لعلاج "كورونا" للحالات الخفيفة والمعتدلة للبالغين من عمر الـ12 عاما.
تهافت دولي
وتهافتت حكومات ودول حول العالم للحصول على المصل المحصن ضد الوباء الذي قلب نمط الحياة رأسا على عقب شل الاقتصاد العالمي بشكل كبير، وبدأت بوضع جداول زمنية لانطلاق حملات التقليح الوطنية.وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها أنهت مفاوضاتها بشأن عقد لتسلم اللقاح الواعد من إنتاج شركتي الأدوية، الألمانية "بيونتيك"، والأميركية "فايزر"، أمس.وأكدت مصادر المفوضية أنها أبرمت العقد للحصول على 100 مليون جرعة إضافية من المصل.وجاء ذلك بعد مفاوضات بين المفوضية الأوروبية و"بيونتيك" و"فايزر" استمرت لشهور. وعقب محادثات أولية، أعلنت المفوضية في سبتمبر الماضي عزمها شراء ما يصل إلى 300 مليون جرعة لقاح من الشركتين المصنعتين.في موازاة ذلك، توقّع وزير الصحة الألماني، ينس شبان، توفير ما يصل إلى 100 مليون جرعة من "بيونتيك". وقال شبان في تصريحات من برلين: "كونوا على يقين بأننا سنعقد هذا الاتفاق سريعاً".وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا تتوقع أن يكون لديها 10 ملايين جرعة من لقاح "فايزر - بيونتيك" بنهاية العام.وتقدمت دول أخرى مثل اليابان وكندا وبريطانيا بطلبيات للحصول على لقاح "فايزر"، ومن المتوقع أن يتجاوز الطلب الكميات المتوافرة في البداية؛ إذ إن "فايزر" تتوقع توفير 50 مليون جرعة في العام الحالي و1.3 مليار العام المقبل.مخاوف وعراقيل
ويواجه اللقاح تحديات كبيرة في الجانبين التصنيعي واللوجيستي، لتحصين عدد هائل من الأشخاص، حيث يجب حفظه في مكان شديد البرودة على حرارة أقل من 80 درجة مئوية تحت الصفر.ولا نعلم إذا ما كان اللقاح يمنع الشخص من نشر الفيروس، أو يمنع فقط ظهور الأعراض. وإن كان يعمل بالفعالية ذاتها لدى الأشخاص المسنين المعرضين لخطر شديد. والسؤال المهمّ: إلى متى تدوم المناعة؟ وهو ما يحتاج إلى أشهر أو ربّما سنوات للإجابة عنه. ورغم إحداث إعلان "فايزر" و"بيونتك" حالة من التفاؤل حول العالم، فإن خبراء الصحة يحثون على مواصلة التقيد بإجراءات الوقاية، لأن تحقيق المناعة يحتاج إلى وقت طويل.وبحسب الخبراء، فإن عدة عقبات تقف أمام القضاء بشكل سريع على الوباء الذي عاد إلى التفشي بقوة خلال الآونة الأخيرة، فأجبر عدداً من الدول على فرض حالات الإغلاق مجدداً.وأول أمر مخيب للآمال، وفق الخبراء، هو أن النتائج التي جرى الإعلان عنها بشأن التجارب السريرية للقاح الجديد لا تزال مؤقتة، أي أنها غير نهائية، لأن التجارب مستمرة، كما أن 94 شخصاً من المشاركين أصيبوا بعدوى "كورونا"، من بين ما يزيد على 43 ألف مشارك. وتعرب المنظمات غير الحكومية منذ أشهر عن قلقها من استحواذ الدول الغنية على جرعات اللقاح، فضلا عن سعره المحتمل. وقال روبن غيتار الناطق باسم "أوكسفام" في فرنسا "اللقاح سيكون فعالا بنسبة 0 بالمئة للأشخاص الذي لا يملكون المال للحصول عليه".ولا يعرف حتى الآن إن كان اللقاح يوفر مناعة طويلة الأمد. إلا أن الإعلان أثار فورا موجة أمل وارتفاعا كبيرا في البورصات العالمية بعد 10 أشهر فقط على وضع الخريطة الجينية لفيروس كورونا، هذا في ما يعتبر إنجازا علميا.من يحصل على اللقاح؟
لن يحصل الجميع على اللقاح بشكل مباشر، وستقرّر كلّ دولة من يجب منحه الأولوية.وسيحجز العاملون في قطاع الرعاية الطبية مكاناً في أعلى قائمة الأولوية، لأنهم الأكثر تعرّضاً، كذلك كبار السن المعرّضون لخطر الإصابة الشديدة بالفيروس.ومن المرجّح أن تعطي دول الأولوية للمسنّين المقيمين في دور الرعاية والعاملين فيها، لكن ذلك يعتمد على نتيجة اختبار اللقاح على مجموعات عمرية مختلفة، وأيضاً على مدى انتشار الفيروس.ويرجّح أن يأتي في أسفل القائمة، الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، ويتمتعون بصحة جيدة.من جانب آخر، أعلنت السلطات الصحية في البرازيل، أنّها علقت التجارب السريرية على لقاح "كورونافاك" التجريبي الصيني الذي يطوره مختبر سينوفاك بايوتيك، بعد تعرّض أحد المتطوّعين لـ "حادث خطير" لم تحدد ماهيّته. في المقابل، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن جائحة كورونا وجهت ضربة قاسية للاقتصاد العالمي، ودفعته إلى الركود، وبأن اقتصادات دول "منظمة شنغهاي" للتعاون ستنخفض بالمتوسط هذا العام إلى 3.2 بالمئة.وقال الرئيس الروسي خلال قمة افتراضية للمنظمة إن "اللقاحات الروسية أثبتت حتى الآن أنها فعالة وآمنة، وأن لقاحا ثالثا بالطريق".وكانت موسكو قد أعلنت في أغسطس الماضي تسجيل أول لقاح ضد "كورونا" وحتى الآن تم تسجيل لقاحين.في غضون ذلك، كشفت وزارة الصحة السودانية، عن إصابة وزير الصحة المكلف أسامة عبدالرحيم بالفيروس.وتسبب الفيروس المستجد بوفاة 1.263.890 شخصاً في العالم منذ الإبلاغ عن ظهور المرض في الصين بنهاية ديسمبر الماضي.
روسيا تسجل لقاحها الثالث ضد «كورونا» قريباً ...بوتين