بعد صمت استمر أياماً وتعرضهم لهجمات خصوصاً من عائلة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، اصطف قادة الحزب الجمهوري خلف ترامب في دعم سياسي يحتاجه في وقت بدأت تظهر عراقيل في عملية انتقال السلطة. وفي أبرز تطور، أعطى وزير العدل بيل بار موافقته على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في انتخابات الثالث من نوفمبر، التي يؤكد ترامب أنها شهدت عمليات "تزوير واسعة".
وشدد بار وهو من أقرب الوزراء إلى ترامب على أن هذا الإذن الموجه إلى المدعين العامين الفدراليين لا يشير إلى أن وزارة العدل تملك أدلة حول وجود عمليات تزوير فعلية.وكتب بار، في رسالته، "أسمح لكم بالتحقيق في ادعاءات جوهرية بحصول مخالفات كبيرة في التصويت واحتساب الأصوات قبل تأكيد نتائج الانتخابات في مناطقكم، في بعض الحالات".وأضاف: "يمكن إجراء هذه التحقيقات في حال وجود ادعاءات واضحة وذات صدقية بحصول مخالفات التي في حال ثبتت يمكن أن تؤثر على نتيجة الانتخابات على مستوى الولاية". وحث على عدم متابعة المزاعم "الوهمية أو بعيدة الاحتمال" غير المؤسسة بقرائن أكيدة.وبعد إصدار بار لهذه الأوامر، أعلن المسؤول عن الدائرة المكلفة الجرائم الانتخابية ريتشارد بيلغر، استقالته من منصبه احتجاجاً على ما ذكرت وسائل إعلام وطنية عدة.وأوضح بيلغر، الذي شغل على مدار سنوات منصب مدير فرع الجرائم الانتخابية، قراره في رسالة إلكترونية وجهها إلى فريقه بقوله "بعدما درست القواعد الجديدة وتشعباتها بات علي للأسف الاستقالة من منصبي" على ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".والتحقيقات حول عمليات تزوير انتخابية محتملة هي عادة من صلاحيات كل ولاية، التي تضع قواعد الانتخابية الخاصة بها وتشرف عليها ولا تتدخل وزارة العدل في حالات كهذه إلى حين تثبيت النتائج والانتهاء من عمليات إعادة الفرز.
دعم ماكونيل
وبعد عدة ساعات من لقائه مع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، تحدث بار لأول مرة تأييداً للاتهامات المتكررة من ترامب وعدد من أعضاء الحزب. وقبل الاجتماع مع وزير العدل، اعتبر مكونيل أمس الأول أن ترامب من حقه النظر في "مخالفات" انتخابات الأسبوع الماضي، معلناً تأييده لخوض معركة قانونية في مزاعم التزوير.قال ماكونيل، في أول كلمة بمجلس الشيوخ بعد الإعلان عن فوز بايدن، "الرئيس ترامب له الحق بنسبة 100 في المئة في النظر في مزاعم المخالفات وتقييم خياراته القانونية"، مضيفاً: "من الواضح أن الولايات لم تصدق على نتائجها بعد. لدينا ولاية أو اثنتان في طريقهما لإعادة الفرز، وأعتقد أن لدى الرئيس دعاوى قانونية في خمس ولايات على الأقل".وأكد ماكونيل أنه في الولايات المتحدة يجب أن يتم فرز كافة الأصوات القانونية، ولا يجب فرز أي صوت غير قانوني، مشيراً إلى أن الديمقراطيين فعلوا ذلك عام 2000 قبل أن تحسم المحكمة العليات القضية لمصلحة المرشح الجمهوري، جورج دبليو بوش".وفي وقت سابق، حض رئيس اللجنة القضائية السناتور الجمهوري ليندسي غراهام ترامب على عدم الإقرار بخسارته وأن يحارب بشراسة، مبيناً أن هذه الانتخابات متنازع عليها، كما أن وسائل الإعلام لا تحدد نتائجها والتصويت عبر البريد شهد "فوضى عارمة" وكان بمنزلة كابوس للجمهوريين.تحرك بنس
إلى ذلك، التقى نائب الرئيس مايك بنس بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على مأدبة غداء مغلقة أمس. وذكرت صحيفة "هيل" أن هذا سيكون أول اجتماع له مع زملائه منذ "إعلان هزيمة" ترامب في الانتخابات.في وقت سابق، ذكرت صحيفة "بوليتيكو"، أن بنس اختفى عن الأنظار ولم يظهر منذ 5 نوفمبر عندما دعا إلى عد جميع الأصوات، مما تسبب في انتشار الحيرة بين أنصار ترامب، إلى أن ظهرت عدة تغريدات على صفحته في "تويتر" أمس الأول.مخالفات مقلقة
وفي دفعة أخرى، قالت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، رونا مكدانيل، في مؤتمر صحافي، إن "المخالفات في الانتخابات تقلقنا جميعاً"، مؤكدة أن نحو 131 إفادة خطية تم الانتهاء منها بشأن مخالفات تمت في ولاية ميشيغان.في هذه الأثناء، حذرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي مكيناني، في مؤتمر الحزب الجمهوري، من أن تغيير قواعد الانتخابات يؤدي إلى الفوضى، مشيرة إلى أن هناك محاولات لاستخدام أصوات وصلت بعد تاريخ الثالث من نوفمبر.واتهمت ماكناني، في مؤتمر صحافي للكشف عن وقائع حدثت في الانتخابات الرئاسية 2020، الديمقراطيين بأنهم استغلوا جائحة كورونا ككارثة طبيعية وحولوها لكارثة وطنية، معتبرة أنهم يتحايلون على الدستور ورفضوا أن يسمحوا للمراقبين الجمهوريين متابعة عملية الفرز في بعض مراكز الفرز.وشددت ماكناني على أن "الانتخابات لم تنته. أبعد ما تكون عن النهاية"، متوقعة أن يحقق ترامب فوزاً ساحقاً. ودعا فريق ترامب إلى الصبر لمتابعة الاتهامات بالتلاعب في الأصوات.معركة قضائية
ولم يسلّم ترامب حتى الآن بفوز بايدن، وكتب في تغريدة جديده، أن "بنسلفانيا منعتنا من مراقبة فرز الأصوات"، مشيراً إلى أن "نيفادا تتحول إلى بؤرة من الأصوات الزائفة. وتوصل مات سكلاب (رئيس حركة اتحاد المحافظين الأميركيين) وآدم لاكسالت (عضو حملته)، إلى أشياء عندما يتم الكشف عنها ستكون صادمة جداً".وفي أحدث تعليقاته، أكد ترامب أنه "سينتصر والنتائج ستبدأ بالظهور الأسبوع المقبل، وسيجعل أميركا عظيمة مرة أخرى!"، في إشارة إلى المسار القانوني الذي يتبعه حالياً بشأن نتائج الانتخابات، مؤكداً أنه "فقط بسببه سيتم الحصول على لقاح لفيروس كورونا بحلول نهاية العام".وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن ترامب يخطط لإنشاء لجنة لجمع التبرعات للحزب الجمهوري، ممهداً بذلك الخطوة لسيطرة أنصاره على الحزب والكونغرس.وشن فريق ترامب الانتخابي معارك قضائية في ولايات عدة فاز بها بايدن بهامش ضئيل ولاسيما في بنسيلفانيا ونيفادا في محاولة للطعن بالنتائج.ورفعت حملته، أمس الأول، دعوى قضائية لاستصدار أمر قضائي طارئ لمنع مسؤولي بنسلفانيا من التصديق على فوز بايدن بها، مؤكدة أن نظام التصويت بالبريد في الولاية "يفتقد إلى جميع علامات الشفافية والقابلية للتحقق الموجودة في تصويت الناخبين بأنفسهم". في المقابل، حذر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر من أن حديث ترامب عن "سرقة الانتخابات ورفض الحزب الجمهوري للنتائج هو أمر خطير جداً على الديمقراطية الأميركية".وطالب تشومر، في كلمة بمجلس الشيوخ، الجمهوريين بالعمل على انتقال سلمي للسلطة في 20 من يناير، متهماً كثيراً منهم بأنهم "صامتون أو متعاطفون" مع ما يقوله ترامب عن وجود مخالفات" في الانتخابات.انتقال السلطة
من جهة ثانية، قال مسؤول في فريق بايدن، إن إدارة الخدمات العامة يجب أن تقرّ فوزه في الانتخابات على ترامب لكي تبدأ عملية انتقال السلطة.وأوضح المسؤول، أن إدارة الخدمات العامة، عادة ما تقرّ بفوز المرشح الرئاسي عندما يتضح الفائز، وأضاف أن الفريق الانتقالي قد يتخذ إجراءات قانونية حيال التأخير في ذلك.وأوضح المسؤول أن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب يدرس اتخاذ إجراء قانوني بشأن تأجيل وكالة فدرالية الاعتراف بفوز الديمقراطيين بالرئاسة.وعادة ما تعترف إدارة الخدمات العامة (GSA) بمرشح رئاسي عندما يتضح من فاز في الانتخابات حتى يمكن بدء انتقال السلطة، لكن رئيسة الإدارة إميلي ميرفي رفضت طلب فريق بايدن ولم تحدد بعد من هو الفائز رغم إعلان شبكات التلفزيون والأخبار فوزه يوم السبت الماضي بعد أن حصل على أصوات انتخابية كافية لتأمين الرئاسة.ولا ينص القانون بوضوح على متى يجب أن تتصرف وكالة الأمن العام، لكن مسؤولي المكتب الانتقالي لبايدن يقولون، إن انتصارهم واضح وأن التأخير غير مبرر، حتى مع رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة.إقالة إسبر
في غضون ذلك، وفي أوج معركته مع الديمقراطيين، أقال ترامب أمس الأول، وزير الدفاع مارك إسبر وعيّن محله مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر، مؤكداً أنه سيقوم بعمل رائع.وعلاقات إسبر متوترة مع ترامب منذ اعتراضه علناً في يونيو الفائت على نشر الجيش لقمع التظاهرات المناهضة للعنصرية. ومذاك، غاب عن الشاشات وتراجع نفوذه ولم يعد يدلي بمقابلات مكتفياً بخطابات معدة سلفاً.وسيكون كريستوفر ميلر وزيراً بالوكالة حتى 20 يناير 2021. وهو الخامس الذي يتولى وزارة الدفاع في عهد ترامب بعد الجنرال السابق في مشاة البحرية جيم ماتيس والمهندس في بوينغ باتريك شاناهان وقائد البحرية ريتشارد سبنسر الذي تولى المنصب لوقت قصير في انتظار موافقة مجلس الشيوخ على تسمية إسبر في يوليو 2019.ووسط أنباء عن موجة إقالات لمسؤولين بارزين في إدارته، أقال ترامب أيضاً عالم المناخ في وزارة الطاقة مايك كوبربيرغ، الذي كان يجري بحثاً حكومياً حول ظاهرة الاحتباس الحراري.