إثيوبيا: قتال تيغراي يتوسع وآلاف يفرون إلى السودان

الجيش يستعيد مطار حمرا... والصراع قد يدفع آبي للتشدد بملف «النهضة»

نشر في 11-11-2020
آخر تحديث 11-11-2020 | 00:05
جندي حكومي من قوات أمهرة الخاصة في غوندار (أ ف ب)
جندي حكومي من قوات أمهرة الخاصة في غوندار (أ ف ب)
أكدت التقارير الواردة من إثيوبيا اتساع نطاق القتال الدائر بين قوات الحكومة الاتحادية وقوات إقليم تيغراي المتمردة، فيما أعلن الجيش الإثيوبي انتزاع السيطرة على مطار مدينة حمرا من جبهة «تحرير شعب تيغراي»، والسيطرة على مناطق استراتيجية في المدينة الواقعة على المثلث الحدودي مع إريتريا والسودان أمس.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن الجيش صد هجمات عديدة قامت بها «تحرير تيغراي». وأكد البيان أن سيطرة الجيش مستمرة في منطقة دانشا القريبة من الحدود السودانية.

في المقابل، قالت سلطات الإقليم المدجج بترسانة أسلحة وميليشيات عرقية إنها صدت هجمات عديدة للجيش على طول مناطق المواجهات لليوم السادس على التوالي.

في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي بيلين سيوم، إنه لا يرفض الدعوات الدولية للتهدئة مع تصاعد الصراع.

وفي رد بالبريد الإلكتروني على طلب من وكالة «رويترز» للتعليق على رواية أحد الدبلوماسيين الذي قال إن آبي أحمد «لا يستمع لأي شخص»، قالت المتحدثة إن «رئيس الوزراء لا يرفض دعوات أحد، لقد أقر وعبر عن تفهمه للمخاوف التي بدت». وأضافت «مع ذلك، إثيوبيا دولة ذات سيادة، وستتخذ حكومتها في النهاية قرارات لمصلحة البلاد وشعبها على المدى الطويل».

وفي وقت، تحذر جهات دولية عدة من تسبب الصراع في حرب أهلية بثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، عبر آلاف الإثيوبيين إلى داخل الأراضي السودانية هرباً من المعارك الدائرة في تيغراي المتاخم لولايتي القضارف وكسلا السودانيتين.

من جانب آخر، ألقى الصراع الإثيوبي المحتدم بظلال على ملف مفاوضات سد النهضة المتعثة بين أديس أبابا ودولتي المصب مصر والسودان.

والتزمت القاهرة الصمت رسمياً فيما يتعلق بالأزمة الإثيوبية، لكن مصدراً مطلعاً قال لـ»الجريدة» إن السلطات المعنية تتابع بدقة ما يحدث لما لذلك من تأثير على الأمن الإقليمي لمنطقة شرق إفريقيا، لكنه شدد على أن القاهرة لا تتدخل في شأن أي دولة وتتمنى السلام لجميع الشعوب.

وزير الري الأسبق، د. محمد نصر علام، حلل المشهد ومدى إمكانية استفادة القاهرة منه في ملف السد الإثيوبي الضخم، قائلا لـ«الجريدة»: «لا شك أن إثيوبيا في لحظة ضعف وهو ما يعني أن مصر في وضع أفضل بسبب الأحداث الأخيرة، لكن هذا لا يعني إمكانية تحقيق أي تقدم بالملف الذي أرى أنه دخل مرحلة الجمود لعدة أسابيع لحين اتضاح الأمور في الحبشة من ناحية، ومعرفة موقف الإدارة الأميركية الجديدة من ناحية أخرى».

بدورها توقعت مديرة الملف الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات، د. أماني الطويل، أن تعطل أحداث إثيوبيا أي حديث عن استئناف المفاوضات المتوقفة، وأضافت لـ«الجريدة»: «الأزمة أن رئيس الحكومة الإثيوبية سيلجأ إلى المزيد من التشدد ولن يقدم أي تنازلات عن مواقفه المتشددة، لأنه يواجه معارك استقطاب داخلي».

back to top