من الفائز؟
الرئيس ترامب سلك سلوكا مغايرا للرؤساء الأميركيين لتنعم المؤسسات المالية بملاءة غير مسبوقة، وتهرول العلاقات الخارجية باتجاه الانفصال من المنظمات الدولية، ودفع دول الخليج النفطية باتجاه التطبيع تحت مظلة العلاقات العامة، رافق ذلك تصريحات داخلية جارحة بحق النساء والأقليات والمهاجرين.
تعددت الآراء حول ملامح عالمنا هذا، ولمَ لا؟ فلكل نظام عالمي روابط وعلاقات كالخيوط تماما تربطه بمراكز القوى، وتلك الروابط أصبحت اليوم من أهم النقاط التي ترتكز عليها علاقاتنا كدول وارتباطاتنا بالعالم أجمع.وتأتي الأحداث الدولية لتثير التساؤلات حول تفاعل مناطقنا بها، وآخرها الانتخابات الأميركية الرئاسية التي وضعت العالم بشكل عام والناخبين بشكل خاص بين فكي كماشة، فالرئيس ترامب قد سلك سلوكا مغايرا لكل الرؤساء الأميركيين لتنعم المؤسسات المالية بملاءة غير مسبوقة، وتهرول العلاقات الخارجية باتجاه الانفصال من المنظمات الدولية، ودفع دول الخليج النفطية باتجاه التطبيع تحت مظلة العلاقات العامة، رافق ذلك تصريحات داخلية جارحة بحق النساء والأقليات والمهاجرين.
وعلى الطرف الآخر الرئيس الفائز بالانتخابات بايدن الذي رغم حضوره المتأخر أعاد المشهد إلى الصورة التقليدية والنمط المعتاد وسط محاولات المحللين العرب وضعه قسراً في قالب أوباما، والذي انطلقت في عهده الثورات في الدول العربية شمال قارة إفريقيا ليتأثر بها العالم العربي.ووسط ذلك كله عدنا لنتساءل: ما العوامل التي يتأثر بها العالم العربي؟ هل هي الهجرات السكانية إلى أوروبا التي أفرغت المنطقة من الأيدي الماهرة؟ أم هي الأزمات المالية والاقتصادية المتكررة التي تشعلها الاتكالية على الدولة وخدماتها؟وفي مخاض هذا الطوفان من الأسئلة نعود إلى عنوان المقالة: لنتساءل عن الفائز، وقد حسمت الإجابة لأن الفائز بكل بساطة "كورونا" الذي فرض نفسه على عالمنا هذا بشروطه، أزال الله ذلك الوباء في أسرع وقت، وألبسنا وإياكم ثوب الصحة والعافية.