قاصة شابة دخلت عالم أدب الطفل، تعتبر الكتابة بالنسبة لها مجرد حالات شعورية متدفقة، تأتي كل منها في وقتها، فتترجمها إلى حكايات جميلة، تقدّم من خلالها لأطفال الديرة: التشويق والمتعة، والعظة والدرس، والقدوة الإيجابية الملهمة. إنها دانة النوري، التي ذهبت إليها "الجريدة"، وجالت في عوالمها، لتخرج منها بحوار مميز، أثرته بثقافتها وآرائها.

وترى النوري أن أدب الطفل في الكويت يعيش الآن حالة انتعاش، ولأننا في العالم الافتراضي، فقد أطلقت موقعًا خاصًا بها، طرحت فيه القصة الإلكترونية، بشكل متطور مناسب لعقلية وزمن جيل "الآيباد"، وكشفت دانة أنها ستدخل عالم البالغين بنص أدبي تعكف على كتابته الآن، وسيكون مشروعها المقبل. وفي السطور التالية، تفاصيل هذا الحوار.

Ad

● هل من الضروري أن تكون قصص الأطفال مصورة أم لا، وما أهمية ذلك؟

- بالطبع، الصورة عامل أساسي ومهم، خاصة بالنسبة للفئات العمرية الأولى حتى خمس سنوات، فلا بد أن تكون القصص ملونة ومشوقة، أما في الفئة العمرية من 6-9، فلا ضير من تقليل الصور، بغية إفساح المجال للتخيل، وتنمية التفكير الإبداعي للطفل.

● ما تقييمك لأدب الطفل في الكويت، وماذا ينقصه؟

- أفضل أن يطرح هذا السؤال على الجمهور، لنقيّم منهم حالة أدب الطفل في الكويت، ولكن في رأيي أرى أنه يمر بطفرة، وحالة انتعاش.

● وكيف نجذب جيل "الآيباد" لعالم القراءة؟

- لا بد من الدخول إلى عالمهم، والتعرف إلى اهتماماتهم، وما يشغل بالهم، ومواكبة ما يحبون، فضلا عن تطوير النص المقدم للطفل، بالطريقة المحببة لديه، لذلك قدمت القصة الإلكترونية، من خلال موقعي الإلكتروني rmbookstore.company.site، الذي يمكن للقارئ، من خلاله، اقتناء القصص المتوافرة بصيغتها الإلكترونية، والاستمتاع بقراءتها على الجهاز اللوحي، أو أي جهاز إلكتروني آخر، كما يمكن طلب القصة بشكلها الورقي، لمن يفضل القراءة التقليدية.

● لماذا يغيب الرجل بصورة كبيرة عن أدب الطفل؟

- يمكن أن نعزو السبب في ذلك لوجود نمط فكري سائد عندنا، يحدد علاقة الطفل في مراحله الأولى بالمرأة، وارتباطه بها، لذا نجد أن معظم كتّاب أدب الطفل في الكويت من النساء، وأعتقد أن غياب الرجل عن أدب الطفل مقصور على الحالة الكويتية الراهنة، لكن نجد استثناء في حالة السيد نون الذي يقدم قصصًا جميلة جدا للطفل، وأيضًا حسين المطوع، وفي الماضي كان يوجد الكثير من رواد أدب الطفل في العالم العربي، مثل الراحل كامل كيلاني، رائد أدب الطفل عربيًّا، وأمير الشعراء أحمد شوقي، أول من خاطب الطفل في شعره، كما كان لدينا في الكويت القامة الأدبية طارق البكري، والشاعر الأردني محمد جمال عمرو، الذي قدّم أشعارًا مميزة للطفل.

ورغم قلة الكتّاب الكويتيين الرجال في أدب الطفل، فإن الرجل الكويتي، بشكل عام، قادر على الحكي، وتقديم قصص جميلة للأطفال، والدليل عندي، وهي قصة "الحوت" التي قدّمتها للأطفال، فقد استوحيتها من إحدى القصص التي رواها والدي من نسج خياله، في مرحلة الطفولة، فقمت بتطويرها وإطلاقها كقصة.

● ما الذي دفعكِ للكتابة في أدب الطفل؟

- الكتابة بالنسبة لي حالة شعورية، فأنا أكتب ما أستشعره، والأفكار هي التي تفرض نفسها عليّ، فما أمر به من خبرات تولِّد لديّ أفكارًا معيّنة، أحب أن تشاركني فيها الفئة المعنية بها.

● وما أبرز الأفكار والقيم التي تطرحينها على الطفل؟

- أغلب ما قدمته للطفل، طرحت من خلاله النماذج الإيجابية السليمة كقدوة، أحفزه على الاقتداء به، والبعض القليل قدمته بالعكس، بمعنى تسليط الضوء على سلوك خاطئ لتفاديه.

● هل تركزين على شريحة عمريّة معيّنة؟

- لا أركز على شريحة معيّنة، بل الفكرة المتبلورة في ذهني هي التي تحدد ذلك.

● في الختام... حدثينا عن مشروعاتك المقبلة.

- أعمل حاليًا على نص أدبي موجّه للبالغين، وسيكون تأليفا جماعيا.