سعادة السفير... الذاكرة الوطنية لا تموت
الحقيقة أن ولادة جمعية الصداقة الكويتية- الإيطالية أتت في ظروف صعبة لكنها زرعت بذرة طيبة، واستمرت سنوات بعد أن خرجت من مدينة فلورانس، مهد الحضارة الغربية، والتي احتضنت الجمعية قبل نحو 29 عاماً، وتآخت مع مدينة الكويت عندما كانت تحت الاحتلال لتبقى رمزاً للتضامن الحضاري.
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
التطرق إلى هذا الموضوع مرتبط بأصحابه الأحياء منهم والأموات، وأخص بالذكر المرحوم السفير أحمد غيث والذي كان وراء إنشاء جمعية الصداقة الكويتية- الإيطالية، وكذلك السفير الحالي في كوبا السيد محمد فاضل خلف وكان السكرتير الثاني للسفير غيث عندما كان يمثل دولة الكويت في إيطاليا إلى جانب السكرتير الأول، السفير فيما بعد مجدي الظفيري، أتذكر كلام السفير أحمد غيث والذي تحدث به إلى صحيفة "القبس" بقوله "إن الزمن لن يمسح من الذاكرة أعمال اللجنة ومواقفها المشرفة تجاه الكويت، فالإيطاليون من الشعوب الصديقة التي وقفت إلى جانبنا في عملية التحرير، وما قامت به من عمل شجاع يعبر عن نبل الشعب الإيطالي وموقفه الخالص بجانب الكويت. الحقيقة أن ولادة هذه الجمعية أتت في ظروف صعبة لكنها زرعت بذرة طيبة، واستمرت سنوات بعد أن خرجت من مدينة فلورانس، مهد الحضارة الغربية، والتي احتضنت الجمعية قبل نحو 29 عاماً، وتآخت مع مدينة الكويت عندما كانت تحت الاحتلال لتبقى رمزاً للتضامن الحضاري. عن تلك المرحلة يحدثنا السفير محمد خلف "كانت أبواب إيطاليا مفتوحة للسفير أحمد غيث، الذي التقى ببيرلسكوني، وهو بدروه وضع كل القنوات التابعة له، وكان إمبراطور الإعلام في إيطاليا في خدمة الكويت، وعندما زار السفير غيث رئيس الجمهورية الإيطالية حينذاك مازحه قائلاً يا سعادة السفير: صرت تطلع أكثر مني في التلفزيون". كان رئيس الجمعية صحافيا إيطاليا مخضرما، وهو من تولى تأسيسها ورئاستها ويدعى "بيير أندريا فاني"، وهو مواظب ومستمر في لقاءاته ونشاطاته في إظهار هذا التناغم بين الشعبين الكويتي والإيطالي، وأصدر ثلاثة كتب حول ما قدمته من أعمال، وعملت على استضافة وفود ثقافية وفنية، وقامت بتكريم شخصيات كويتية، أمثال د. خليفة الوقيان. استمرت الجمعية طوال السنوات السابقة، لكنها تعرضت إلى انتكاسة من شأنها أن تتوقف عن أي نشاط، وقد تتعرض للإقفال، بسبب عدم المبالاة، وهذا أمر نحتسبه عند أصحاب القرار والذين نعول على نظرتهم وتفهمهم من أجل إبقاء هذه المنارة مضيئة، فالمحافظة على قنوات الدبلوماسية الشعبية في النهاية يصب في مصلحة الكويت وسياستها الخارجية،ولا سيما في الساحة الإيطالية.