استبعد المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية مايكل روبين، الخبير بمعهد «أميركان إنتربرايز»، أن يبادر الرئيس دونالد ترامب الى أي تصعيد عسكري في الأيام الـ 70 المتبقية لنهاية ولايته.

وعدد رويين 3 أسباب تمنع برأيه حصول هذا السيناريو، وقال لـ «الجزيرة.نت»: «أولاً، فكرة أن الولايات المتحدة تسعى إلى حرب مع إيران هي فكرة خاطئة ومبعثها جماعات يسارية تقدمية أميركية، أو جماعات الضغط مثل المجلس الوطني الإيراني - الأميركي الذي يستخدم الفكرة لجمع التبرعات. ثانياً: على الرغم من أن ترامب هو القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ لكن البنتاغون له رأي كبير، فلا يكفي أن تعطي أمرا؛ بل يجب أن يكون هناك ترتيب وربما يستغرق الأمر أياما أو أسابيع أو أشهرا للتحضير لشن هجمات على إيران، ناهيك عن رفض الكونغرس المؤكد لمثل هذا السيناريو. والسبب الثالث والأهم هو أن إرث ترامب في السياسة الخارجية يتمثل في كونه أول رئيس منذ جيمي كارتر لم يبدأ حرباً خارجية، لذلك لن يقدم على ذلك».

Ad

من جانبه، يعتقد الاستاذ بجامعة الدفاع الوطني التابعة لـ «البنتاغون» ديفيد دي روش، أن ترامب سيواصل فرض عقوبات على «كل كيان إيراني محدد الهوية متورط في صراع بالوكالة، كما رأينا مع سياسيين مسيحيين لبنانيين انحازوا إلى حزب الله، وكل كيان يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني، وكل كيان متورط في تطوير الصواريخ، وكل شخص يمكن التعرف عليه يعمل في سجن إيراني يحتجز سجينا سياسيا أو رهينة».

واعتبر دي روش أن «السيناريو الوحيد الذي يمكن من خلاله أن يشن ترامب هجوماً على إيران هو أن يكون هناك إجراء عسكري ضد القوات الأميركية في العراق أو أي هجوم إيراني ضد مصالح أميركية كبيرة على مستوى العالم، حينها سيرد ترامب مباشرة ضد مقرات ومنشآت الحشد الشعبي الموجهة من الحرس الثوري وسوف يفعل ما في وسعه لتدمير البنية التحتية للحرس الثوري تدميرا كاملا، بما في ذلك الحشد الشعبي في العراق، وذلك قبل ترك منصبه».

اما البروفيسور في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني الأميركية، جودت بهجت، فيرى أن ترامب يهدف إلى عرقلة «أي عودة ممكنة للاتفاق النووي حال خروجه من البيت الأبيض، ويريد أن يتأكد من أن الرئيس المقبل لن يتمكن من إحياء الاتفاق مع إيران حتى لو تطلب ذلك مواجهة عسكرية».

بدورها، لم تستبعد «واشنطن بوست» في افتتاحيتها أمس أن تكون إقالة وزير الدفاع مايك إسبر مؤشراً الى عملية عسكرية خارجية. ووضعت في افتتاحيتها سيناريوهين لتفسير خطوة ترامب. وقالت ان السيناريو الافضل هو أن الاقالة مجرد عمل متهور للانتقام وتصفية الحسابات، اما السيناريو الأسوأ فهو أن تكون بداية لتنحية قيادات وكالات الأمن القومي، الأمر الذي من شأنه ترك البلاد دون قيادة في لحظة حساسة، مما قد يمهد الطريق أمام ترامب للانخراط في مغامرة خطيرة داخل أو خارج الولايات المتحدة. الى ذلك، وفي رسالة الى المتشددين الايرانيين الاصوليين الرافضين لأي حوار مع واشنطن، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على ضرورة عدم تفويت «أي فرصة» لرفع العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده.

وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة «كلما رأينا أن الوضع ملائم من أجل رفع العقوبات، سنستغل هذه الفرصة». وتابع «هدفنا رفع ضغط العقوبات عن كاهل شعبنا. كلما سنحت فرصة مناسبة، سنتصرف بناء على مسؤولياتنا. لا يجب على أحد أن يفوّت أي فرصة».

وأكد أن «الأمن القومي والمصالح الوطنية ليست مسائل حزبية»، وذلك بعد انتقادات وجهها سياسيون محافظون لتحالف المعتدلين والإصلاحيين على خلفية ما اعتبروه «إفراطا» في حماسهم بعد فوز بايدن ورغبة في إعادة التحاور مع واشنطن.

وسبق لروحاني أن رأى في فوز المرشح الديمقراطي «فرصة» لواشنطن «للتعويض عن أخطائها السابقة»، لاسيما الانسحاب من الاتفاق المبرم عام 2015 مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا.

وأتاحت «خطة العمل الشاملة المشتركة»، رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على إيران، لقاء خفض مستوى بعض أنشطتها النووية.

ورأى روحاني أن أي عودة أميركية للاتفاق تتعلق بواشنطن من دون غيرها لأن الآخرين لم ينسحبوا منه، مؤكدا استعداد إيران لامكان بقاء العقوبات.

وأوضح أن بايدن «قال من البداية إنه يريد العودة الى خطة العمل الشاملة المشتركة (...) إذا تصرفوا بناء على مسؤولياتهم، يمكنهم اتباع مسار جديد. وإذا لم يرغبوا في ذلك، فهذا شأنهم»، مشددا على أن الجمهورية الإسلامية «لا تربط خططها برغباتهم».

وسبق لعدد من المسؤولين الإيرانيين التأكيد أن طهران ستراقب أفعال أي إدارة أميركية مقبلة، لا اسم رئيسها، معتبرين أن عودة واشنطن الى الاتفاق يجب أن تقترن بالتعويض عن الأضرار التي تسبب بها انسحابها منه، وتوفير «ضمانات» بعدم تكرار خطوة كهذه.

وأكد روحاني أنه «على من بدأ (السياسات) العدائية حيالنا، أن يتراجع عنها».