مؤتمر في دمشق ينتقد تسييس أزمة اللاجئين
وسط مقاطعة من الولايات المتحدة وأوروبا ومعظم دول الجوار، نظمت دمشق، أمس، مؤتمراً لبحث أزمة إعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في 2011.وألقت دمشق وروسيا وإيران باللوم على الدول الغربية في عدم إقفال هذا الملف الإنساني، رغم توقف العمليات العسكرية في معظم أراضي البلاد.وألقى الرئيس بشار الأسد باللوم على العقوبات الأميركية وضغوط واشنطن على الأمم المتحدة والدول المجاورة لسورية في عزوف أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري هربوا من الصراع عن العودة.
وقال الأسد خلال المؤتمر الذي شاركت في روسيا وإيران والصين ولبنان وباكستان، وسيلقي فيه كلمات للإمارات وسلطنة عمان: "إن قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقاً من مبادئ إنسانية أخلاقية قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي منطقتنا باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة، إضافة إلى جعلهم مصدرا للمال يروي فساد مسؤوليهم دون أخذ أي اعتبار للمعاناة الحقيقية التي يعيشها أبناؤنا في المهجر".من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كلمة وجهها لـ "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين" في دمشق، وألقاها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف، إن "أساليب الولايات المتحدة وعدد من الدول غير بناءة وغير إنسانية، وتمثّل دليلا على ازدواجية المعايير التي تنتهج بحق سورية لتحقيق مصالحها الأنانية الجيوسياسية".وشدد لافروف على أن "حل أزمة اللاجئين السوريين يتطلب مشاركة المجتمع الدولي، وتوقف بعض الدول عن تسييس هذا الملف". وأكد رئيس هيئة التنسيق المشتركة الروسية، ميخائيل ميزنتسيف، أن "من أهم الأسباب التي تعرقل عودة اللاجئين الوجود غير الشرعي للقوات المسلحة الأجنبية التي تحتل أجزاء من الأراضي السورية وتنتهك سيادة البلاد".بدوره، أكد كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، أن "بعض الدول عرقلت هذا المؤتمر لأسباب سياسية، بدلا من المشاركة الفعالة فيه".وأوضح أن إيران كانت ولا تزال تصر على أن حل الأزمة في سورية هو حل سياسي، وأنها وقفت إلى جانب الشعب السوري في الحرب على الإرهاب.وقال: "نظراً لأهمية إعادة الإعمار وتأثير ذلك على عودة اللاجئين، فإن إيران تقترح إنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار سورية".من ناحيته، شدد وزير خارجية حكومة تصريف الأعمال في لبنان، شربل وهبة، على ضرورة عدم ربط أزمة اللاجئين بالحل السياسي. ومن أصل 17 مليون سوري، هناك 5.5 ملايين يعيشون كلاجئين في المنطقة، معظمهم في لبنان وتركيا و6 ملايين آخرين نزحوا داخلياً.