أين هما الشيخان، ناصر صباح الأحمد ومحمد صباح السالم؟ هل طُوِيت صفحتهما من عالم السياسة والحكم؟ هل نسيهما الناس أم تم تناسيهما من أهل الحل والعقد؟ كلٌّ منهما كان في منصب وزاري كبير، وعملا نائبين لرئيس مجلس الوزراء المخصص للأسرة في فترات مختلفة، ثم غاب كل منهما فجأة أو تم تغييبهما، لأنهما لم يسيرا حسب المنهج المتعارف عليه في الإدارة السياسية وحكمتها المعروفة "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب". وطبيعي هناك الكثير من المسؤولين الكبار أهل السياسة قد جنوا الكثير من الذهب، لأنهم صمتوا وكانوا موالين بالحق والباطل، أما هذان الصاحبان فقد كانا يتكلمان ولم يصمتا حين وجب عليهما الكلام، فتكلما بالحق والضمير وخدما وطنهما، وخرجا وطُوِي ملفاهما، وكأنهما لم يفعلا شيئاً.
وزير الخارجية الأسبق محمد صباح السالم خرج من الوزارة، ولم يرتضِ البقاء على كرسيه العالي بعد علمه بفضيحة التحويلات، لم يسكت، وتكلم بالأفعال، إذ احتج على ما حدث وقدم استقالته وخرج، والذي حدث بعد ذلك، أيضاً، هو عودة الصمت، فلم ينفع خروج د. محمد من الوزارة، ولا اعتراضات عدد من النواب الشرفاء في ذلك الوقت على نهج الفساد، هدأت الأمور بعض الشيء، وبقي الصمت، وعادت حليمة لعادتها القديمة، بعد تغييرات في تشكيلات وزارية أخرى.الشيخ ناصر صباح الأحمد، كان في منصب رفيع وصاحب سلطة قوية، لم يعرف الصمت في قضايا المال العام، لم يتحدث، بل تحرك بقوة وقدم البلاغات الموثقة لجهات دولية وداخلية، تصوَّر البعض أن ما فعله الشيخ ناصر كان مجرد صراعات داخل القصر وتصفية حسابات بين شيوخ، وكم كان هذا التصور ظالماً له ولكل نفس عالية، وكانت مكافأة الشيخ ناصر هي الخروج من الوزارة، وعاد الصمت. تاريخ الأوطان ليس حكايات أفراد من أصحاب سلطة، بل هو نضال مَنْ عشقوا أوطانهم وضحوا من أجلها، سواء كانوا في السلطة أم كانوا مواطنين من الشعب، لماذا هذا الصمت؟ وأين الشيخان وغيرهما من عشاق الوطن؟!
أخر كلام
الشيخان والصمت
12-11-2020