جدة تتعرض لاعتداء جبان
هجوم استهدف مقبرة لغير المسلمين بحضور القنصل الفرنسي أوقع جريحين أحدهما يوناني
• الكويت ودول العالم تدين الحادث ... وباريس تصفه بغير المبرر
أعلنت سلطات الأمن السعودي في إمارة مكة المكرمة أن الاحتفال بذكرى هدنة 1918 التي أنهت الحرب العالمية الأولى، والذي أقيم في مقبرة بجدة، وحضره القنصل الفرنسي أمس، شهد «اعتداء جباناً»، أسفر عن إصابة أحد موظفي القنصلية اليونانية، ورجل أمن سعودي إصابتين طفيفتين، وهو ما أثار ردود فعل دولية، كان في طليعتها إدانة الكويت واستنكارها لهذا الهجوم الجبان. وقال المتحدث الإعلامي لإمارة مكة، سلطان الدوسري، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن «الجهات الأمنية باشرت التحقيقات في الحادث، ولا يزال محل المتابعة الأمنية»، وأن الحالة مستقرة في الموقع، مؤكداً أن الجهات الأمنية ضربت طوقاً متكاملاً، وأغلقت الطرق المؤدية للمقبرة، التي يعود عمرها إلى نحو خمسة قرون ويدفن فيها عدد من الجنسيات، كما تحتوي قبوراً لجنود بريطانيين وبرتغاليين.وفور إعلان النبأ، توالت الإدانات والاستنكارات الدولية للحادث، حيث أصدرت «الخارجية» الكويتية بياناً شددت فيه على أن «هذه الأعمال التي تستهدف الأبرياء وتروع الآمنين تمثل صوراً لبشاعة العنف والتطرف والغلو وتخالف جميع الأديان السماوية والأعراف والقوانين المدنية»، مؤكدة تضامن دولة الكويت التام وتأييدها للمملكة الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها متمنية للمصابين الشفاء العاجل.
من جهتها، نددت الخارجية الفرنسية بهذا «العمل الجبان غير المبرر»، داعية السلطات السعودية إلى التحقيق، و«تحديد الجناة ومحاكمتهم»، مشيرة إلى أن القنصلية الفرنسية دعت الرعايا والزوار بالمملكة إلى توخي أقصى درجات الحذر. وأضافت أن «المراسم التي كانت تجرى في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى استهدفت باعتداء بعبوة ناسفة هذا الصباح (أمس)، مما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى».وعلى وقع الحادث، دعت سفارة باريس في الإمارات رعاياها إلى توخي اليقظة، خصوصاً في «المناطق السياحية وجاليات المغتربين»، مضيفة، في بيان، أنها على اتصال بالسلطات الإماراتية التي لا تزال ملتزمة بضمان مستوى عال من الأمن للجالية الفرنسية.في موازاة ذلك، أصدرت سفارات فرنسا وأميركا وبريطانيا وإيطاليا واليونان بالمملكة بياناً مشتركاً وصفت فيه الانفجار بـ«الهجوم الجبان»، معربة عن شكرها السلطات السعودية على تعاملها مع الحادث.وفي 29 أكتوبر الماضي، كان حارس أمن قنصلية فرنسا في جدة تعرض لحادث طعن، وذلك على خلفية الجدل والهجمات التي شهدتها فرنسا مع تجدد قضية نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.