أفاد باحثون الثلاثاء، بأن الناس حملوا فيروس «كورونا» إلى مزارع «المنك» في هولندا، وبدأوا بنشره ذهاباً وإياباً، فانتهى بإصابة 68% من عمال المزارع وأقرانهم المقربين.

وقال الباحثون إنه من الضروري ألا تصبح تجارة الفراء مصدراً لزيادة انتشار الفيروس بين البشر، وأشاروا إلى أن الازدحام الشديد في مثل هذه المزارع يساهم في تضخيم الفيروس بطرق يمكن أن تساعده على التحول.

Ad

وأجرى فريق في هولندا تحليلات كاملة للجينوم لعينات من الفيروس مأخوذة من حيوانات وأشخاص في 16 مزرعة لحيوانات «المنك» في هولندا -- بحثاً في التسلسل الجيني الكامل للفيروس عن أدلة حول مصدره وكيفية انتشاره وما إذا كان يتحول.

وقام «باس أود مونينك» من مركز «إيراسموس» الطبي في روتردام وفريقه بكتابة تقريرهم والذي نشر في مجلة العلوم وقد جاء فيه «نستنتج أن الفيروس تم إدخاله بداية من البشر وتطور منذ ذلك الحين، مما يعكس على الأرجح انتشاراً واسع النطاق بين حيوانات المنك في بداية فترة الإصابة قبل عدة أسابيع من اكتشافه».

ويحمل الفيروس بصمة جينية تربطه بسلالة انتشرت بسرعة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة في وقت مبكر من الوباء، وقد ضربت المزارع في ذلك الوقت تقريباً، في أبريل.

وأضاف الباحثون «على الرغم من تعزيز الأمن البيولوجي، ومراقبة الإنذار المبكر، والإعدام الفوري في المزارع المصابة، حدث انتقال للعدوى بين مزارع المنك في ثلاث مجموعات كبيرة مع طرق انتقال غير معروفة، إذ أن نسبة 68% من سكان مزرعة المنك التي تم اختبارها، والموظفين و/أو المخالطين لهم ظهرت إصابتهم بسارس-كوف-2».

ووجدوا أن الناس نقلوا العدوى للحيوانات والذين بدورهم عادوا ونقلوها للناس، ولم ينتشر الفيروس بعد من المزارع إلى المجتمع الأوسع.

وتُعتبر مزارع الفراء بمثابة سبب للقلق بسبب عدة ظروف، إذ أشار الفريق إلى أن «هناك أعداد كبيرة من الحيوانات والتي تعيش بكثافة عالية في مزارع المنك، مما قد يعزز انتقال الفيروس».

ويمكن للفيروسات أن تتحول داخل حيوان أو شخص فردي أثناء الإصابة، وفي كل مرة ينتقل أحدها من واحد إلى آخر، هناك فرص جديدة للتغيير.

ولكن نظراً لعدم تمكنهم من تحديد موعد انتقال الفيروس أول مرة إلى إحدى مزارع الفراء، قال الباحثون إنه من الصعب تتبع مدى سرعة تحول الفيروس الجديد أثناء انتقاله من الإنسان إلى «المنك»، ومن «المنك» إلى الإنسان مرة أخرى.

وكتب الباحثون الهولنديون «من الضروري ألا يصبح قطاع إنتاج وتجارة الفراء خزاناً لانتقال فيروس سارس-كوف-2 إلى البشر في المستقبل».

ونشأت فيروسات «كورونا» لدى الحيوانات وربما الخفافيش، كما يعتقد بعض العلماء، ولكن من المحتمل أن تعمل الثدييات المتوسطة كحاضنة للسماح للفيروس بالتغير، بما يكفي لمساعدته على إصابة الناس بسهولة أكبر.