نادية مصطفى: «الموسيقى العربية» يحافظ على التراث الغنائي
المهرجان اهتم بالمواهب الشابة والتزم التباعد الاجتماعي
على مدار 10 أيام، شهدت مسارح دار الأوبرا المصرية العديد من الحفلات والفعاليات ضمن مهرجان الموسيقى العربية في دورته التاسعة والعشرين، التي شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا، حيث نفدت تذاكر أغلبية الحفلات قبل موعد إقامتها بعدة أيام، وهو أول مهرجان يقام بعد فترة الإغلاق الطويلة نتيجة أزمة جائحة كورونا.وعاد النقل التلفزيوني لحفلات مسرح النافورة، الذي يشهد الحفلات الرئيسية للمهرجان، حيث اتفقت وزارة الثقافة على تصوير الحفلات، ونقلها عبر قنوات المجموعة المتحدة، وتمت إذاعة الحفلات وإعادة عرضها مع إتاحتها عبر الإنترنت للمشاهدة.
مسرح النافورة
ويؤكد رئيس الأوبرا الدكتور مجدي صابر، أن استقرار الوضع الصحي بشكل كبير بجانب الاستعدادات التي جرت لاستئناف النشاط الفني على مسارح الأوبرا عاملان مهمان، ساهما في إقامة المهرجان في الوقت الحالي، خصوصا أن مسرح النافورة، الذي جرى تدشينه في ساحة دار الأوبرا، توفر فيه التباعد الاجتماعي وجميع الإجراءات الاحترازية اللازمة، بما سمح بحضور عدد كبير من الجمهور للفعاليات. وأضاف أن إدارة المهرجان لم تجد مشكلة في التواصل مع الفنانين العرب للاشتراك في الفعاليات المختلفة، لكن بعض الفنانين حالت ظروف الطيران دون حضورهم، مشيراً إلى أنهم حرصوا على ابقاء أسعار التذاكر كما هي دون زيادات، مع القيام بتخفيض أسعار بعض الحفلات رغم نسبة الحضور التي لم تزد على 50 في المئة التزاماً بالقرارات الحكومية.وأشار صابر إلى أن ردود الفعل من الجمهور جاءت إيجابية مع الحفلات، مؤكداً أن الإقبال أيضاً زاد على الاشتراك في مسابقات المهرجان التي تمت زيادة جوائزها المالية في الدورة، تشجيعاً للمواهب الشابة.توليفة غنائية
بدورها، تشير الدكتورة جيهان مرسي مديرة المهرجان إلى أن الصعوبة الأكبر بالنسبة لها كانت في قرار إقامة المهرجان من عدمه، خصوصا مع طول فترة الإغلاق نتيجة أزمة "كورونا" وتداعياتها، لافتة إلى أنهم وجدوا دعما ومساندة من جميع الفنانين المشاركين في المهرجان، والذين أبدوا ترحيبا بالحضور والغناء فيه.وأكدت مرسي أنهم عملوا على تقديم توليفة غنائية متنوعة في كل ليلة من ليالي المهرجان، لافتة إلى أن جميع الفنانين قدموا أغاني من التراث خلال حفلاتهم، وتركت لهم حرية اختيار الأغاني التي يريدون تقديمها من التراث.الأغاني التراثية والحديثة
وأبدى الفنان محمد ثروت سعادته بالمشاركة في الدورة الجديدة، معتبراً أن المهرجان أصبح المكان الرئيسي للغناء الأصيل في الوطن العربي، وهو ما جعله يحظي بشعبية واسعة، ليس في مصر فقط لكن عربياً عام بعد الآخر.وأضاف أن سعادته هذا العام مزدوجة بإقامة احتفال المولد النبوي على خريطة المهرجان، وهو ما جعل هناك مساحة للتنوع والاختلاف في برنامج حفلات المهرجان، مستذكراً الدكتورة رتيبة الحفني مؤسسة المهرجان، التي وضعت حجر الأساس في المهرجان.وأكد أن المهرجان يحقق أمنيات الجمهور في الاستماع إلى الأغاني التراثية بجانب الحديثة، بالإضافة إلى ما يقدمه من فعاليات على مستوى الورش ومسابقات لاكتشاف المواهب الجديدة، بما يساعد على نشر الفن الهادف والجاد في مواجهة ما نتعرض له من إسفاف وفن هابط يتسلل للكثيرين عبر منصات مواقع التواصل وغيرها.بدورها، تتفق معه في الرأي الفنانة نادية مصطفى، التي ترى أن المهرجان نجح في الحفاظ على التراث الغنائي وبقائه، مشيرة إلى أن الجمهور يحرص على حضور حفلات المهرجان بشكل مستمر ومنتظم، لدرجة أن التذاكر تنفذ بعد وقت قليل من طرحها، لافتة إلى أن القائمين على إدارة المهرجان نجحوا في تقديم دورة مميزة رغم جميع الصعوبات التي حدثت.وأحيت فرقة الحفني عدة حفلات ضمن فعاليات المهرجان، بالإضافة إلى التعاون مع عدد من المطربين تحت قيادة المايسترو هشام النبوي الذي عبر عن سعادته من استمرار التعاون بين الفرقة وإدارة مهرجان الموسيقى العربية، مؤكداً أن المهرجان نجح في إعادة إحياء الأغاني التراثية، خصوصا بعدما أصبحت حفلاته تنقل على شاشات التليفزيون. وأضاف أن المهرجان منح فرصة كبيرة للشباب من أجل تقديم أنفسهم، وهذا الأمر يحسب لإدارته، مشيراً إلى أن الفرقة مهتمة بالتراث والحفاظ عليه وتديرها بعد رحيل مؤسستها الدكتورة رتيبة الحفني ابنتها علا الحنفي.وخلال جلسات المؤتمر المنعقد على هامش المهرجان، جرت مناقشة عدة أوراق بحثية مقدمة من باحثين بعدد من الدول العربية، كان من بينها الورقة التي قدمها الدكتور عصام الجودر من البحرين بعنوان "أثر الجائحة في مكان الموسيقي"، والتي تناولت اثار أزمة كورونا على الموسيقي والتطور التكنولوجي في مجال الصوتيات، فيما عرض بنفس الجلسة الدكتور عبدالمنعم حامد ورقته حول أثر الفيسبوك في تواصل الفنانين مع جمهورهم.
محمد ثروت: المهرجان أصبح المكان الرئيسي للغناء الأصيل في الوطن العربي