دونالد ترامب لم يأت إلى السلطة عبر دبابة وانقلاب عسكري، كما أنه لم ينتزع حكم الولايات المتحدة بالقوة أو التزوير، بل صعد إلى سدة الحكم بإرادة الشعب الأميركي وعبر صناديق الاقتراع، الأمر الذي يجعلنا نستغرب تصرفاته طوال السنوات الأربع الماضية التي قضاها في سدة الحكم، والتي من خلالها كشف حقيقة ما يدار في دهاليز السياسة، فأظهرها للعلن وبكل إسفاف ضارباً عرض الحائط بكل مبادئ السياسة والدبلوماسية، غير مكترث لسمعة أميركا، ليحدث فوضى سياسية، ويحرج حلفاء أميركا ويشكك في قدراتهم، ويجعل من المواثيق الدولية أضحوكة لا احترام لها ولا تطبيق؛ ليعيث في عالم السياسة فساداً لم يسبقه إليه رئيس من قبل.بعد إعلان فوز جو بايدن في الانتخابات قبل أيام أبى ترامب حتى القبول بها أو تهنئة منافسه، وأصر على النهج ذاته الذي بدأه معتبرا أن الانتخابات مزورة، وشكك في نتائجها، متهماً اللجان والصحافة ونصف المجتمع الأميركي بالتلاعب، وهو أمر يضع أميركا وسمعتها على المحك، ويجعلها كأي دولة عربية أو في العالم الثالث لا تحترم إرادة شعبها واختياراته.
دونالد ترامب يذكرنا بزعماء العرب الذين لا يتزحزحون عن سدة الحكم إلا بالوفاة ولا يحترمون إرادة شعبهم ويستعدون للبقاء على كراسيهم حتى لو نتج عنه تدمير الدولة وقتل الشعب، وهذا قد لا يحدث في أميركا، لكن تصرفات ترامب قد تجر بلده لأعمال عنف واسعة، وقد تشعل شرارة حرب بين حزب الحمير وحزب الفيلة.يعني بالعربي المشرمح:قد تكون جينات ترامب عربية أو يكون قد تتلمذ على يد زعماء عرب، أو أنه معجب بالنموذج العربي ومؤمن به، وكان ينوي تطبيقه في الولايات المتحدة، لأن الحالة الترامبية التي شاهدناها خلال فترة حكمه، ومن خلال الانتخابات الرئاسية لم يسبق أن رأيناها أو قرأنا عنها طوال العقود المنصرمة، التي من خلالها وصل إلى سدة الحكم ٤٦ رئيساً لأميركا.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: جينات ترامب عربية!
13-11-2020