رئيس الدولة أم دولة الرئيس؟!
![خالد ربيعي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1532101851987489000/1532101861000/1280x960.jpg)
تداعت تلك الصورة إلى الذاكرة وأنا أستعيد تصريحاً للرئيس السوداني السابق (المحبوس) عمر البشير، قبل عزله بأشهر، الذي قال- فُضّ فوه - إن مصلحة الشعب تكمن في بقائه على رأس السلطة! بعد نحو 3 عقود من التربّع على الكرسي، لم يكفه ذلك، ومازال يرى أن مصلحة الشعب– وهو فقط أدرى بها بالطبع– تكمن في بقائه سنوات أخرى، لأن الدولة صارت "دولة الرئيس"! ومن قبله قالها الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، عندما صرّح ذات يوم بأنه سيظل في السلطة "مادام في الصدر قلب ينبض"، (قاعد على قلبكم!)، وزيّن له "شياطين الإنس" ذلك، مرددين شعارات من مثل "مصر مبارك"... و"مبارك لمصر"!وكذلك قالها القذافي عندما هبّت رياح الثورة في بلاده، مهاجماً الثوار، وواصفاً إياهم بـ "الجرذان"، ومؤكداً أن الحياة من غيره لن يكون "لونها بمبي" أبداً.ومن قبلهم، كان الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، يردّد "أنا تونس"، بعدما ظن ارتباط بلاده "أرضاً وشعباً وسماء وهواء" باسمه وبشخصه كمحرر لتونس وبانٍ لها، وبعد أن خلعه الرئيس الراحل زين العابدين عام 1987، ووضعه في قصر "ليستريح"، كان بورقيبة يكسر شاشة التلفزيون كلما شاهد فيها صورة لزين العابدين! فالقائمة طويلة وتضم صدام العراق، وأسد سورية، و... إلخ.هل هي أحلام بعيدة المنال إذا تمنينا أن تكون عندنا- في هذا العالم العربي الجريح- انتخابات ديمقراطية حقيقية نزيهة، تفرز نظاماً يُعلي من قيم المواطنة الحقيقية، ويكرّس العدالة، ويؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة، مع تحديد فترة الرئاسة بمدتين فقط غير قابلتين للزيادة، وتشريع نص دستوري يجيز محاسبة، بل محاكمة، الرئيس؟!نتمنى أن يزول في عالمنا العربي لقب "دولة الرئيس"، الذي شوّه بعض حكامنا معناه، ليحل محله اللقب الصحيح والواقعي والمنطقي، وهو "رئيس الدولة".