إيران: ذكرى «انتفاضة البنزين» تشعل التظاهرات
• محتجون في الأهواز يرددون بالعربية شعارات ضد النظام... وغضب بسبب التلاعب بالبورصة
• سحب الحاملة «نيمتز» من الخليج يُبعد «الضربة» الأميركية... وإسرائيل متأهبة بانتظار بومبيو
وسط مخاوف من إمكانية إقدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو على عمل أمني ضد إيران في الأيام الأخيرة لولاية ترامب، أثارت تحركات شعبية بمحافظة خوزستان تساؤلات إذا كانت مقدمةً لتحركات أوسع قد تصل إلى ذروتها غداً، الذي يوافق 14 نوفمبر ذكرى «انتفاضة البنزين»، التي اندلعت العام الماضي بعد رفع الدعم عن أسعار الوقود، واجتاحت معظم المدن الإيرانية متسببةً في مقتل وإصابة وسجن الآلاف.وشهدت الأهواز عاصمة «خوزستان» جنوب غرب إيران، أمس الأول، تظاهرات احتجاجاً على انقطاع مياه الشرب في بعض مناطق المدينة منذ أكثر من 6 أشهر، واتهم المتظاهرون وزارة الطاقة بالتلكؤ في إصلاح الأعطال في محاولةٍ منها لطرد السكان، وأغلبيتهم من العرب، بسبب اكتشاف احتياطات نفطية بالمناطق التي يسكنونها.وأفاد شهود لـ «الجريدة»، بأنه خلال التظاهرات رُفِعت، للمرة الأولى، شعارات باللغة العربية، ولم تكن تنحصر في موضوع المياه، بل طالبت بـ «إسقاط النظام وتحرير خوزستان».
وبحسب الشهود، ردد المتظاهرون شعار «ثورة ثورة حتى النصر»، بـ «العربية»، وفي منطقتي الملاشية وكلدشت قطعوا الطرقات التي تصل الأهواز بمدينتي خرمشهر وعبادان.وقال المدير العام لشركة مياه خوزستان صادق حقيقي بور، أمس، إن بعض المناطق التي يسكنها العرب في الأهواز تعد خارج النطاق القانوني لعمل الشركة، التي لا تملك صلاحية إيصال مياه الشرب إليها. وأكد حقيقي بور أن مشكلة انقطاع المياه عن هذه المناطق ليست جديدة، مضيفاً أن هناك أسباباً أخرى، لم يذكرها، خلف التظاهرات. واتهم المحتجين باستغلال الملف لبدء حراك له أهداف تتعدى مسألة المياه جهزوا له منذ مدة طويلة، ملمحاً بمساعي المعارضة لإطلاق تظاهرات في ذكرى مرور عام على «انتفاضة البنزين». وقال أحد سكان الأهواز لـ «الجريدة»، إن التظاهرات تجددت أمس، مما دفع قوات الأمن وعناصر الحرس الثوري إلى التحرك لمحاصرتها بدون التصادم معها. وبث التلفزيون الإيراني، أمس الأول، «اعترافات» لزعيم حركة «النضال العربي لتحرير الأهواز» حبيب جعب، الذي أوقفته تركيا في أكتوبر الماضي وسلمته إلى طهران. وفي حين قال جعب إنه ضالع في الهجوم، الذي استهدف عرضاً عسكرياً للحرس الثوري في الأهواز، قبل أكثر من عامين، أكدت وكالة «فارس» أنه كان يخطط لعمليات إرهابية جديدة.وفي العاصمة طهران، هاجم متظاهرون، أمس الأول، مبنى إدارة بورصة طهران في منطقة ونك، وطالبوا باستقالة وزير الاقتصاد، بعد تأكيده أن الحكومة غطت العجز في ميزانيتها عبر بيع أسهم في البورصة. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني شجع المواطنين، منذ نحو 4 أشهر، على استثمار مدخراتهم في البورصة، على أساس أنها الملجأ الأكثر أمناً لحفظ القيمة الشرائية لأموالهم، وفي إثر ذلك ارتفعت البورصة بنسبة تصل إلى 200 في المئة، ثم عادت لتهوي إلى وضعها السابق، لكن في تلك الأثناء منعت الحكومة المتداولين من بيع أسهمهم بشكل سريع ويومي، الأمر الذي أدى إلى خسارة قسم كبير من أموالهم.ورغم إقفال البورصة، أمس، بسبب العطلة الأسبوعية، قال شهود عيان إن متضررين من التلاعب بالبورصة استمروا في التجمع، في حين طلبت وسائل إعلام المعارضة الإيرانية المناهضة للنظام الإسلامي، الانضمام إلى الاحتجاجات.وقررت الحكومة الإيرانية، أمس، فرض الإقفال الإجباري على جميع المحلات التجارية بعد السادسة عصراً، بينما تدرس منع التجول بسبب زيادة كبيرة في إصابات «كورونا». ومن المقرر أن يبت المجلس الأعلى للأمن القومي في القرار، اليوم. على مستوى آخر، أثار خبر سحب حاملة الطائرات الأميركية «نيمتز» من الخليج، للمشاركة في تدريبات بالمحيط الهندي، شكوكاً حول شن ترامب أو إسرائيل أي عمل عسكري ضد إيران. وبينما استبعد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن تشن إدارة ترامب هجوماً عسكرياً ضد إيران أو غيرها، خلال الشهرين المتبقيين في حكم ترامب، كشف موقع «واللا» الإسرائيلي أن قيادة الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب، قبيل زيارة مقررة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإسرائيل ودول خليجية.