وثيقة لها تاريخ : هل تسمية منطقة الشويخ نسبة إلى شويّخ الرشيدي؟
تسمية معظم المناطق القديمة في الكويت، وربما حتى في دول أخرى، تمَّت على أساس شعبي أولاً، وبشكل بدائي وبسيط، ثم استمرت التسمية، وأصبحت رسمية، وتداولها الناس إلى اليوم. بعض هذه التسميات بدأت قبل قرنين من الزمان أو أقل، مثل تسمية شرق وجبلة والشامية والجهراء، وبعضها مضى عليها أكثر من قرن من السنوات، كالمرقاب والفنطاس والفحيحيل والشعب والدعية، والعديد من المناطق الأخرى. وقد تأتي التسمية على أساس موقع المنطقة، أو طبيعة تربتها، أو نوع النبات الذي ينبت فيها، أو نسبة إلى شخصية مرموقة سكنتها، أو نسبة إلى أسرة عرفت فيها، أو قبيلة استوطنتها فترة من الزمن، أو غير ذلك من الأسباب. ولو تأملنا أسماء مناطقنا في الكويت بدقة، لوجدنا أن التسميات لا تخرج عمَّا ذكرناه سابقاً. وكلنا يعرف المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح، والتسجيلات المرئية له وهو يتحدث فيها عن تسميات بعض المناطق التاريخية في الكويت. هذه التسجيلات أثرت معلوماتنا حول تسميات المناطق التي تحدث عنها. إلا أننا ما زلنا بحاجة ماسة لمعرفة حقيقة بعض التسميات التي لم يتطرق لها، مثل منطقة الشويخ، التي أريد أن أتحدث عنها في هذا المقال.
لقد ورد اسم منطقة الشويخ في اتفاق بين الشيخ مبارك الصباح وبريطانيا في عام 1907م، عندما استأجر الإنكليز جزءاً من أرض الشويخ، وأقاموا فيها قاعدة صغيرة استمرت حتى بداية عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح. ومن أقدم معالم المنطقة ما يُسمى بقصر الفحم، الذي بناه الشيخ مبارك الصباح، وأشارت له اتفاقية تأجير منطقة الشويخ للإنكليز. ويبدو لي أن اسم الشويخ أقدم من ذلك التاريخ بعقود كثيرة، إلا أننا لا نعرف يقيناً مصدر هذه التسمية أو تاريخها التقريبي، ولم يرد في المراجع الكويتية أو غيرها شرح أو توضيح لتاريخ هذه المنطقة أو سبب تسميتها بذلك. في أغسطس 2014م، عندما كنت أبحث في هذه المسألة، التقيت المرحوم العم مبارك مدّاد الشويّخ الرشيدي (مواليد عام 1920)، وأبلغني بأنه -وفق علمه- أن مجموعة ممن ينتمون إلى فخذ الشويَخ من قبيلة الرشايدة لجأوا إلى جزيرة العكاز، التي عُرفت فيما بعد بجزيرة الشويخ، وامتد الاسم إلى الأرض القريبة منها في اليابسة، وعُرفت تلك المنطقة بهذا الاسم إلى اليوم. وجزيرة العكاز أو جزيرة الشويخ اختفت اليوم، بعد أن تم دفن المياه المحيطة بها، وأصبحت جزءاً من اليابسة، وهي اليوم جزء من ميناء الشويخ أو المنطقة الحُرة. في المقال المقبل سنكمل حديثنا حول منطقة الشويخ، وما وصل إلى علمي عن تاريخها.