أرمن يحرقون منازلهم في كاراباخ قبل سيطرة أذربيجان عليها

تحديث

بينما واصل المسؤولون الأتراك، المحادثات الفنية مع الوفد الروسي في أنقرة فيما يتعلّق بتأسيس مركز مشترك لمراقبة وقف النار في إقليم ناغورني كاراباخ، المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، أشعل، اليوم، سكان قرى الإقليم التي من المقرر أن تستعيد باكو السيطرة عليها، اليوم، النيران في منازلهم، قبل فرارهم نحو أرمينيا.

وقال جندي من قرية شارختار في منطقة كالباجار التي ستسلم إلى باكو "إنه اليوم الأخير لنا هنا، غدا سيأتي الجنود الأذربيجانيون".

وفي هذه القرية وحدها، التي تقع عند حدود منطقة مارتاكيرت المجاورة التي ستبقى تحت السيطرة الأرمنية، اشتعلت النيران في 6 منازل على الأقل، صباح اليوم.

كما قال صاحب أحد هذه المنازل متجهّم الوجه وهو يرمي ألواحا خشبية مشتعلة وخرقا مبللة بالوقود، في محاولة لإضرام النار في أرضية غرفة الجلوس في منزله الفارغ: "هذا منزلي، لا يمكنني تركه للأتراك"، كما يسمي الأرمن الأذربيجانيين المدعومين من أنقرة. وأضاف: "كنا ننتظر لنحزم أمرنا، لكن عندما بدأوا تفكيك محطة الطاقة الكهرومائية، فهمنا. الجميع سيحرقون منازلهم اليوم (...) لقد أعطونا حتى منتصف الليل للمغادرة". وتابع: "لقد قمنا أيضا بنقل قبور أهالينا، إذ سيسعد الأذربيجانيون بتدنيس قبورنا. إنه أمر لا يحتمل... كلهم خونة".

وبينما أعلنت الناطقة باسم وزارة الصحة الأرمنية ألينا نيكوغوسيان، مقتل 2317 من الجنود الأرمن خلال المعارك التي بدأت في سبتمبر الماضي واستمرت 6 أسابيع، أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم، تنفيذ أول عملية لتبادل جثث عسكريين قتلى مع الجانب الأرمني بوساطة ومشاركة قوات حفظ السلام الروسية.

وأوضحت أن قواتها سلمت إلى الجانب الأرمني جثث عدد من العسكريين الأرمن، الذين قتلوا في محيط شوشة، مقابل تسلمها جثث 6 عسكريين أذربيجانيين سقطوا في المنطقة نفسها.

سياسياً، وبينما واصل المسؤولون الأتراك، اليوم، المحادثات الفنية مع الوفد الروسي فيما يتعلّق بتأسيس مركز مشترك لمراقبة وقف النار في كاراباخ، لليوم الثاني على التوالي، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن "موسكو وأنقرة توصّلتا لاتفاق في 11 نوفمبر لتأسيس هذا المركز، والمباحثات مستمرة لتحديد شكله"، وأردفت أن الجانبين التركي والروسي، عقدا أول اجتماع في مقر وزارة الدفاع التركية، اليوم الأول واليوم.

وأوضحت الوزارة أن "الاحتلال الأرمني لكاراباخ انتهى باتفاق وقف النار، في 10 نوفمبر الجاري"، مؤكدة "ضرورة التزام أرمينيا بتطبيق شروط الاتفاق، وانسحابها من بقية الأراضي الأذربيجانية المحتلة".

وشددت على متابعتها الوضع في كاراباخ عن كثب، وعدم سماحها بتقديم أي تنازلات، معربة عن استعدادها لتقديم شتى أنواع الدعم لأذربيجان عند اللزوم.

(عواصم- وكالات)

----------------

أعلنت أرمينيا السبت مقتل أكثر من 2300 من جنودها في النزاع للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ الذي انتهى بتوقيع اتفاق سلام يكرس انتصار القوات الأذربيجانية.

وقالت ألينا نيكوغوسيان الناطقة باسم وزارة الصحة الأرمينية عبر فيسبوك «حتى الساعة تسلم جهاز الطب الشرعي جثث 2317 عسكرياً بينها جثث لم تحدد هوية أصحابها».

وأوضحت أن عملية تبادل الجثث مع أذربيجان لا تزال في بداياتها مشيرة إلى أن «الأطراف المتحاربة لا تمتلك حتى الآن أرقاماً نهائية».

وكانت السلطات الأرمينية تشير حتى الآن إلى مقتل 1339 جندياً و50 مدنياً في المعارك التي بدأت نهاية سبتمبر.

في المقابل، لم تكشف أذربيجان عن الخسائر البشرية في صفوف قواتها مكتفية بالإعلان عن مقتل 93 مدنياً.

وقعت أرمينيا وأذربيجان مطلع الأسبوع الحالي برعاية روسية اتفاقاً لوقف إطلاق النار ينهي النزاع المستجد، ويكرس الاتفاق المكاسب التي حققتها القوات الأذربيجانية على الأرض وينص على التخلي عن مناطق إضافية لصالح باكو.

ونشرت قوات روسية لحفظ السلام خلال الأسبوع الراهن في منطقة النزاع.

وتسبب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق، بتظاهرات غاضبة في أرمينيا حيث اقتحم محتجون لفترة قصيرة مقر الحكومة والبرلمان، وتطالب المعارضة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته الجمعة أن المعارك في ناغورني قره باغ اسفرت عن أكثر من أربعة آلاف قتيل وثمانية آلاف جريح فضلاً عن عشرات آلاف النازحين.