يبدو أن مسلسل الخلافات الشخصية والتعنت بين قياديي وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة لايزال مستمراً وتتواصل حلقاته التي كان اخرها انقطاع التيار الكهربائي والمياه مدة 3 أيام عن الإدارات الإيوائية الحيوية التي تخدم شرائح خاصة في مجمع دور الرعاية، ممثلة في المسنين والأحداث وأبناء الحضانة العائلية.

ووفقاً لمصادر «الشؤون» فإن العقود الخاصة بصيانة المُجمع انتهت دون تجديدها وسط انشغال قياديي الجهتين بتقاذف مسؤولية تبعية هذه الإدارات فيما بينهما، دون أدنى اكتراث أو حرص على مصلحة النزلاء، لاسيما الفئات الخاصة، التي باتت ضحايا هذا التعنت، مشيرة إلى أنه باجتهادات شخصية من قبل مسؤولي المجمع تم إعادة التيار الكهربائي وايصال المياه، متوقعة حدوث هذه الاشكالية مجدداً، ما لم تحل بصورة جذرية، في ظل غياب الشركة المسؤولة عن الصيانة.

Ad

استياء العقيل

وذكرت المصادر أن وزيرة الشؤون الاجتماعية، وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية مريم العقيل، استدعت قياديي الجهتين، مبدية استياءها لما حدث، وعليه وجهت إلى سرعة أن تتولى إدارة خدمات دور الرعاية (واحدة من أربع إدارات تم نقل تبعيتها من الشؤون إلى الإعاقة) متابعة الدور الإيوائية إلى حين حل الاشكالية جذرياً.

وكشفت أن «الشؤون» خاطبت رسمياً الأمين العام لمجلس الوزراء بشأن إعادة تبعية بعض الإدارات التي نقلت إلى «هيئة الإعاقة» اليها ومنها المركز الطبي التأهيلي وإدارة خدمات دور الرعاية، لاسيما أنه تبين عقب الفصل ومن خلال الممارسة العملية حدوث مشكلات فنية وإدارية، وبات نزلاء الدور التابعة إلى الوزارة دون مركز طبي يرعاهم صحياً.

عقود النظافة

وأوضحت أن الأمطار التي نزلت على البلاد خلال اليومين الماضيين تسببت في تجمعات كبيرة للمياه فوق أسطح المباني، ونظراً لعدم وجود عمال للصيانة، استعان مسؤولو المجمع برجال الأمن والحراسة لتنظيف تلك الأسطح، محذرة من مواجهة المصير ذاته فيما يخص عقود النظافة التي انتهت وتم تجديدها مؤقتاً مدة 3 أشهر.

إلى ذلك، علمت «الجريدة» أن وزارة الشؤون، ممثلة في قطاع الرعاية الاجتماعية، وضعت خطة لاستغلال بعض المباني والمنشآت التابعة لإدارة رعاية الأحداث لنقل نزلاء بعض الدور المتهالكة داخل مجمع دور الرعاية الاجتماعية اليها، تزامناً مع قرب اخلاء مباني الإدارة ونقل جميع نزلائها إلى المجمع الجديد الكائن في منطقة الصليبية.

مبانٍ متهالكة

ووفقاً للمصادر، فإن بعض المباني باتت متهالكة ولا تصلح للسكنى نظراً لقدمها وتهالك مرافقها، وقصورها في تلبية احتياجات النزلاء، فضلاً عن نقل تبعيتها بموجب فصلها عن الوزارة والحاقها بالهيئة، عقب قرار مجلس الوزراء بنقل تبعية بعض الإدارات للهيئة.

ولفتت إلى أن ثمة تنسيقاً حالياً مع مكتب الوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية لإعادة النظر في توزيع مباني ومنشآت القطاع، بما في ذلك مبنى دار ضيافة الفتيات، على أن يكون تابعاً للوزارة، موضحة أنه سيتم أيضاً نقل نزلاء مبنى البيت الدائم إلى مباني «الأحداث» حفاظاً على سلامتهم.