المغرب ينال دعماً عربياً لفتح معبر «الكركرات» وتأمينه

«البوليساريو» تنهي وقف إطلاق النار وتؤكد استمرار المعارك... ودعوات دولية لتجنب «حرب الصحراء»

نشر في 15-11-2020
آخر تحديث 15-11-2020 | 00:04
مؤيد للبوليساريو يرفع علمها مقابل مركز عسكري مغربي (أ ف ب)
مؤيد للبوليساريو يرفع علمها مقابل مركز عسكري مغربي (أ ف ب)
حظيت إجراءات المغرب في منطقة الكركرات الحدودية مع موريتانيا بدعم من دول عربية بينها الكويت، في حين سادت مخاوف من تجدد القتال في منطقة الصحراء الغربية.
وتضاربت الأنباء حول الوضع الميداني، ففي حين نفى المغرب وقوع اشتباكات، قالت «البوليساريو» العكس، معتبرة أن وقف إطلاق النار الصامد منذ 30 عاماً انتهى.
تسود حالة من الترقب الميداني على الحدود بين المغرب وموريتانيا، بعد الأحداث في منطقة الكركرات العازلة بالصحراء الغربية، في وقت حظيت الإجراءات المغربية بدعم الكويت ودول عربية وسط دعوات للعودة إلى المفاوضات.

وكان المغرب أعلن ليل الجمعة ــ السبت، أن المعبر الحدودي في منطقة الكركرات «أصبح مؤمناً بشكل كامل» عقب عملية عسكرية لإقامة حزام أمني، اعتبرت «جبهة البولسياريو» أنها أنهت وقف إطلاق النار بين الجانبين المعمول به منذ 30 عاماً.

الكويت

وأعربت وزارة الخارجية عن تأييد دولة الكويت للإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية لـ «ضمان انسياب حركة البضائع والأفراد بشكل طبيعي ودون عوائق في منطقة الكركرات».

وجددت الوزارة في بيان «موقف دولة الكويت الثابت والمبدئي في دعم سيادة المغرب ووحدة ترابه معربة عن رفضها لأي أعمال أو ممارسات من شأنها التأثير على حركة المرور في هذه المنطقة».

ودعت إلى «ضبط النفس والالتزام بالحوار والحلول السلمية وفقاً لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة».

كما حظيت خطوات الرباط بتأييد السعودية والامارات وسلطنة عمان والأردن وقطر.

الرباط

ودافع رئيس الحكومة سعدالدين العثماني عن الإجراءات المغربية، وقال إن عملية إعادة فتح معبر الكركرات، تمت بعد أن استنفد المغرب جميع الخيارات السلمية لإقناع «ميليشيات البوليساريو بالانسحاب» من المنطقة.

وأضاف أن المغرب أمر قواته بالتدخل لإنشاء جدار رملي عازل يحمي المنطقة من الاختراقات مستقبلاً، نظرا للأهمية الاستراتيجية للطريق والمعبر الذي تم إغلاقه منذ 21 أكتوبر الماضي.

ونفت الرباط وقوع اشتباكات مؤكدة أن العملية تمت من دون وقوع أي ضحايا.

وأعلن بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية ليل الجمعة ـ السبت تنفيذ القوات المغربية عملية «لإقامة حزام أمني» في المعبر الحدودي بمنطقة الكركرات العازلة على الحدود مع موريتانيا.

ولم يعلن المغرب وقوع أي معارك مع مقاتلي البوليساريو، سواء في الكركرات أو غيرها من المواقع العسكرية على طول الجدار الذي يفصل قواته عن مقاتلي البوليساريو على نحو 2700 كيلومتر، منذ نهاية الثمانينيات.

وأشار بيان القيادة العامة للجيش المغربي فقط إلى تعرض عناصره لإطلاق نار ردوا عليه أثناء تدخلهم في الكركرات الجمعة «دون تسجيل أي خسائر بشرية».

«البوليساريو»

من ناحيتها، أكدت «جبهة البوليساريو» المطالبة باستقلال الصحراء الغربية المتنازع عليها مع المغرب تواصل القتال.

وقال وزير خارجية «الجمهورية العربية الصحراوية»، غير المعترف بها والتي تعلن البوليساريو قيامها في الجزائر منذ 1976، محمد سالم ولد السالك:»تستمر المعارك بعد انسحاب القوات المغربية من الكركرات»، دون الإدلاء بتفاصيل.

وأضاف ولد السالك، أن اتفاق وقف إطلاق النار، المعمول به منذ 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة، «صار من الماضي».

وتابع: «يجب على الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي أن يفرضا على المغرب احتراماً تاماً لحدوده ولحدود جيرانه».

وأعلن رئيس البوليساريو إبراهيم غالي من جهته أمس، أنه أصدر مرسوماً يعلن «نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار واستئناف العمل القتالي دفاعاً عن الحقوق المشروعة لشعبنا».

وقالت وزارة دفاع البوليساريو في بيان ليل الجمعة ـ السبت، إن قواتها نفذت «هجمات مكثفة» على مواقع الجيش المغربي في المحبس وحوزة وأوسرد والفرسية «مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات». وعقب إعلان المغرب عن العملية، قالت «وزارة الدفاع الصحراوية» في بلاغ عسكري وصفته بـ«الأول»، إن «جيش التحرير الشعبي شن هجمات مكثفة على قواعد العدو بقطاعات المحبس، حوزة، أوسرد، الفرسية وخلف خسائر في الأرواح والمعدات».

من جانبه، أكد وزير الإعلام في «البوليساريو»، حمادة سلمى، أن «التهور المغربي في منطقة الكركرات أعاد المنطقة إلى المربع الأول»، مشدداً على أن «الشعب الصحراوي مصمم على إنتزاع حقه في تقرير المصير مهما كان الثمن».

موريتانيا

وأفادت مصادر في الجانب الموريتاني من الحدود بأن الهدوء يسود منطقة الصحراء الغربية، أمس. وذكرت أن الجيش نشر تعزيزات كبيرة على طول الحدود مع الصحراء الكبرى وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة.

ودعت نوكشوط، الرباط و«البوليساريو» إلى «ضبط النفس والحفاظ على وقف إطلاق النار». والتزمت موريتانيا الصمت منذ إغلاق المعبر البري الوحيد بينها وبين المغرب، رغم تأثر الأسواق المحلية بشكل كبير من إغلاق المعبر الذي كان يغذي السوق الموريتاني بالكثير من المواد. وجاء الصمت الموريتاني في إطار موقف الحياد الذي تبنته الدولة الموريتانية من القضية الصحراوية، منذ انتهاء حرب الصحراء في سبعينيات القرن الماضي.

الجزائر

في المقابل، استنكرت الجزائر بشدة «الانتهاكات الخطيرة لوقف إطلاق النار» في الكركرات. ودعت إلى «الوقف الفوري للعمليات العسكرية التي من شأنها أن تؤثر انعكاساتها على استقرار المنطقة برمتها».

ودعت الجزائر، التي تدعم «البوليساريو»، الجبهة والمملكة إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، والاحترام الكامل للاتفاق العسكري الموقع بينهما برعاية الأمم المتحدة.

وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية «القيام بمهامهما بشكل دقيق، دونما قيود أو عقبات، والتحلي بالحياد الذي تتطلبه التطورات الحالية».

قلق دولي

وأثار التصعيد الذي شهدته المنطقة، ردود فعل مختلفة، إذ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن الأسف لفشل جهوده في الأيام الأخيرة لـ«تجنب تصعيد».

وفي باريس، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى «فعل كل ما يمكن تجنّباً للتصعيد» في الصحراء الغربية. وقالت إنّ «الأحداث تُظهر أهمّية أن يُعاد سريعاً إطلاق العمليّة السياسيّة التي تمرّ خصوصاً عبر تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة في أقرب وقت».

وفي روما، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الايطالي، بييرو فاسينو عن القلق بشأن اشتباكات الكركرات.

وقال فاسينو: «نناشد الأطراف بعدم تغذية دوامة التوتر وتجنب أي استخدام للقوة واستئناف عملية السلام على أساس قرارات مجلس الأمن والالتزامات التي تعهدت بها كل من المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو في محادثات جنيف».

وتبادل وزير الخارجية المصري سامح شكري الاتصالات مع كل من وزير الشؤون الخارجية بالجمهورية الجزائرية صبرى بوقادوم، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي بالمملكة المغربية، ناصر بوريطة، في إطار متابعة تطورات الأوضاع في منطقة الكركرات. وشددت الخارجية المصرية على استمرار متابعة القاهرة للمستجدات عن قرب وإجراء الاتصالات اللازمة بما يحفظ الاستقرار ويجنب المنطقة أي توتر.

موريتانيا تلتزم الحياد وتؤكد أن الحدود هادئة... والجزائر تدين «الانتهاكات»
back to top