لبنان: إدانات بعد الاعتداء على مسجد في جبيل
المفتي دريان يدعو للتحقيق... وسعيد يعترض على تشبيه ما جرى بـ «فتنة فرنسا»
فجرت حادثة الاعتداء على مسجد السلطان إبراهيم بن أدهم، في منطقة جبيل الساحلية، شمال لبنان، موجة إدانات واسعة، بعدما دخل عدد من الشباب إلى حرمه، واعتدوا على مؤذنه، وهو مصري الجنسية، بالضرب والشتم. وتمكنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، أمس، من توقيف المعتدي والمحرض الرئيسي في العملية، وتعمل على ملاحقة باقي المشاركين تمهيدا لتوقيفهم.وأمس الأول، قام محتجون بقطع طريق «ساحة النور» في طرابلس، استنكارا للاعتداء على المسجد، حيث تم إشعال الإطارات حتى صباح أمس، وطالب المعتصمون الأجهزة الأمنية بتوقيف الفاعلين فورا ومحاسبتهم.
وعلق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على الحادثة، وقال في «تغريدة» أمس: «مسجد جبيل من المعالم الدينية والتاريخية لمدينة عريقة مكانتها مميزة في الاعتدال والانفتاح والعيش المشترك، والاعتداء على المسجد هو اعتداء مرفوض على السلم الأهلي وعلى القيم التي تمثلها جبيل. ثقتنا بالقضاء بعد أن صار المتهم الرئيسي في عهدة القوى الأمنية، وثقتنا الأكبر بأهلنا في جبيل، مدينة العيش الواحد والوحدة الوطنية». بدوره، طلب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان من الأجهزة المعنية في الدولة «التحقيق فيما جرى ليبنى على الشيء مقتضاه».من ناحيته، أجرى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي اتصالات بالمراجع الدينية والأمنية لمتابعة قضية الاعتداء، مشددا «على ضرورة تطويق ذيول الاعتداء بموقف مسيحي ـــ إسلامي مشترك، ومنع استغلاله، لأن لبنان غير قادر على تحمل المزيد من الفتن والأزمات».وكان مفتي جبيل والقضاء الشيخ غسان اللقيس استنكر الاعتداء، محذرا «ما نخشاه أن تمتد يد الفتنة من فرنسا إلى مدينتنا جبيل ومن ثم الى لبنان». في المقابل، رفض النائب الجبيلي السابق فارس سعيد الحديث عن فتنة شبيهة بتلك التي وقعت في فرنسا، وقال في حسابه على «تويتر»، أمس، «أعترض بأوضح صور الاعتراض على كلام سماحة الشيخ غسان اللقيس، الذي ربط باريس بجبيل، هذا حادث فردي وتم توقيف الفاعل»، داعيا إلى وقف الجدل.ونبهت بلدية جبيل، في بيان أمس، «المواطنين في جبيل والمناطق كافة إلى عدم الانجراف وراء الفتن التي يحاول البعض زرعها»، مضيفة: «نرجو منكم تحكيم العقول الرشيدة، من جميع الجهات التي تحاول النيل والعبث بصيغة العيش المشترك في مدينة جبيل، عاصمة الحوار والتضامن بين أهلها من الطوائف كافة».