وسط تحذيرات دولية من اتساع دائرة الصراع إلى دول الجوار، قصفت سلطات إقليم تيغراي الإثيوبي المتمردة مطارين بإقليم أمهرة المجاور وهددت بقصف مدينة مصوع وأسمرة عاصمة دولة إريتريا التي تتهمها بدعم حملة رئيس الحكومة الاتحادية آبي أحمد ضدها أمس.

وذكرت الجبهة المتمردة التي تحكم الإقليم، أن «قوات الدفاع في تيغراي شنت هجمات صاروخية على قواعد عسكرية في بحر دار وجوندر رداً على ضربات جوية شنتها قوات الحكومة الاتحادية على مناطق متعددة».

Ad

وقال المتحدث باسم الجبهة جيتاشيو رضا: «بما أن الهجمات لم تتوقف على أهالي تيغراي، فإن هجماتنا ستشتد».

وأكدت الحكومة الإثيوبية بأديس أبابا وقوع الهجوم الصاروخي على المطارين مع اتساع نطاق الصراع المستمر منذ 11 يوماً بين القوات الاتحادية وقوات «جبهة تحرير تيغراي».

وأضافت الحكومة أن صاروخاً أصاب مطار جوندر، في حين استهدف صاروخ آخر مطار مدينة بحر دار لكنه أخطأ الهدف. واعتبرت أديس أبابا أن «جبهة تيغراي تستغل آخر أسلحة في ترساناتها».

وأفاد متحدث باسم منطقة جوندر المركزية، التابعة لولاية أمهرة، بوقوع أضرار جراء إصابة الصاروخ لمطار جوندر. وتقاتل قوات ولاية أمهرة إلى جانب القوات الاتحادية في مواجهة «جبهة تيغراي».

وأكد موظف في الخطوط الجوية الإثيوبية، أنه جرى إلغاء الرحلات الجوية إلى مطاري جوندر وبحر دار بعد الهجمات.

وجاءت التطورات بعد ساعات من دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي المتمردين في شمال البلاد، للاستسلام خلال يومين إلى 3 أيام.

وقال أحمد في كلمة على التلفزيون الرسمي، باللغة التيغراوية، «إن قوات جبهة تحرير تيغراي، محاصرة في كل الجبهات، وباتت عاجزة عن توجيه أوامر لمقاتليها».

وحث رئيس الوزراء، المتحدر من عرقية الأورومو، أهالي تيغراي على عدم ترك أبنائها كدمى لخدمة الحرب.

وفي وقت سابق، عينت الحكومة الاتحادية، مولو نيغا، رئيساً تنفيذياً لرئاسة الإدارة المؤقتة المؤلفة حديثاً للإقليم لتنهي بذلك السيطرة المهيمنة لـ»جبهة تيغراي» التي امتدت ثلاثة عقود على المنطقة.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان، إن «الرئيس التنفيذي سيقوم بتوظيف وتعيين رؤساء لقيادة الأجهزة التنفيذية للإقليم من الأحزاب السياسية التي تمارس نشاطها بشكل قانوني.

في غضون ذلك، حذرت مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية من «تنميط عرقي وتمييز» يحدث ضد سكان تيغراي.

وقالت المفوضية إنها تحقق في مجزرة بحق مدنيين حذرت الأمم المتحدة أمس الأول من أنها قد ترقى إلى «جريمة حرب».

في هذه الأثناء، تواصل تدفق المئات إلى الولايات السودانية المتاخمة لإثيوبيا فراراً من المعارك العنيفة الدائرة بتيغراي أمس، فيما أكدت تقارير أن الجوع يحاصر آلاف الأسر التي وصلت مشياً على الأقدام إلى ولاية القضارف السودانية.

إلى ذلك، أطلع وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي على أهداف الحكومة الفدرالية في عملية «إنفاذ القانون» بولاية تيغراي خلال مكالمة هاتفية.

وقال ديميكي إنه لا ينبغي السماح باستمرار ثقافة الإفلات من العقاب، مضيفا أنه يجب أن يتحرر سكان تيغراي من قبضة «عصابة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي».

وذكر الوزير الإثيوبي أن العملية ستعمل على تعزيز خلو الأماكن من الأسلحة الثقيلة والبعيدة المدى التي تملكها «تيغراي»، وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة.

ومن جهة ثانية، تناول الجانبان آخر مستجدات مفاوضات سد النهضة المتعثرة بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، وأكد الوزيران أن «القضايا العالقة ستحصل على حلول ودية».

كما أعرب ديميكي عن امتنانه للحكومة الإسرائيلية لإرسالها «فرقة خاصة لمكافحة الجراد الصحراوي» إلى إثيوبيا لمكافحة انتشار أسراب الجراد أخيراً.