معلمات «الرياض» يطالبن بإنصافهن من «تخبّط التوجيه»
يطلب منهن تسجيل دروس رغم وجود حصص جاهزة من «التربية»
بينما تسعى وزارة التربية جاهدةً إلى معالجة آثار جائحة كورونا على التعليم من خلال تطبيقها للتعليم عن بُعد، وفي ظل سعي التواجيه الفنية للمواد الدراسية إلى تدريب وتأهيل المعلمين والمعلمات للتعامل مع تطبيقات التعليم الافتراضي والاستفادة منها في تسهيل شرح الدروس للطلاب وتقديم المادة التعليمية بطرق مبسطة تساهم في خلق أجواء تربوية وتعزز روح التعاون بين مكونات المنظومة التعليمية، فإن بعض التواجيه ومنها «رياض الأطفال»، لا يزال يمارس ضغوطاً على المعلمات وتحميلهن فوق طاقتهن من خلال تكليفهن القيام بالأعمال الفنية أكثر من مرة، حيث طلب منهن، على سبيل المثال، تسجيل دروس لحصص تخص المادة وفي نفس الوقت يطلب منهن تقديم دروس أخرى لنفس المادة أثناء الدوام بالرياض التي يعملن فيها.وفي خضم هذه المشاكل، وجّهت أكثر من معلمة من معلمات رياض الأطفال نداءات ومطالبات بإنصافهن وعدم الضغط عليهن في ظل هذه الظروف الاستثنائية، معتبرات أن هذه الضغوط لن تولد سوى الاستياء ولن يكون لها أي مردود إيجابي على واقع التعليم في هذه المرحلة الحساسة والمهمة للأطفال.وقالت إحداهن في موقع للتواصل الاجتماعي: «الناظرة حاطة قرار من جيبها تبي فيديو وشرائح وتبي إعلانات وبنر بالتيمز، واكتبي اسمج وصفج ودرسج، ليش انزين اسمي مكتوب فوق!»، مضيفة «تبي فيديو مو أقل من 8 دقايق وفيديو الوزارة مدته أقل من 5 دقايق»، مؤكدة أن المديرة المذكورة هددتها بإنزال درجتها في التقييم السنوي في حال عدم إتمام المطلوب.
عام استثنائي
وقالت معلمة أخرى إن التواجيه عليها فهم أن هذا العام استثنائي، وهناك وباء ومرض منتشر والمعلمة في الأساس أم ولديها أبناء في المدارس وهي بحاجة إلى الجلوس معهم ومتابعة دروسهم في «تيمز» ومع مطالب التوجيه التعجيزية يكون الأمر شبه مستحيل، داعية التوجيه إلى استيعاب أن الغالبية يواجهون مشاكل في الإنترنت ودراسة أبنائهم.وطالبت معلمة ثالثة التوجيه بالاستماع إلى مطالب المعلمات والالتفات للميدان وعدم تحميل المعلمات فوق طاقتهن، مؤكدة أنه يكفيهن معاناتهن طوال العام الدراسي من عمل فعاليات لا معنى لها وتفعيل مناسبات، لافتة إلى أن «المعلمة تطحن في عملها على مدى 18 عاماً حتى تستطيع الترقي إلى مشرفة فنية».وأشارت أخرى إلى أن أغلبية الإدارات المدرسية يكون ردها على المعلمات بلفت النظر وإيقاع العقوبات الإدارية والتهديد بالتقييم، متسائلة: هل يُعقل أن سنوات العمل التي أمضيناها بالعمل التربوي تُقاس في سنة «كورونا» بتقييمنا على تنفيذ قرارات ليست في مصلحة الطفل أو العملية التعليمية؟دروس مسجلة
وذكرت أن «الوزارة قامت مشكورة بعمل دروس مسجلة لمرحلة رياض الأطفال وهي دروس مناسبة ولا يتعدى زمنها 6 دقائق، ويطلب منا كمعلمات عمل دروس أخرى لا تقل عن 10 دقائق فهل هذا منطق؟ ويطلب منا كذلك ان نصور في الفصول مع امكانية المرونة في ان يسمح لنا بعمل الحصص من المنزل للتخفيف على المعلمة».ولفتت إلى أن اجبار المعلمة على التسجيل الصوتي والتحضير الالكتروني واليدوي معا أمر غير منطقي فلماذا يتم تحضير الدرس مرتين واحدة إلكترونية وأخرى ورقية والتعليم في هذه المرحلة غير متزامن؟ ولماذا تجبر المعلمة على رفع الدرس في الساعة الثامنة صباحاً وتهديدها بخفض تقييمها في حال التأخير دون مراعاة لمشاكل الإنترنت وتعطل الأجهزة والمعوقات الكثيرة التي نواجهها؟بدورها، انتقدت إحدى المعلمات كثرة القرارات وتغيرها بشكل مستمر منذ بداية العام، مشيرة إلى أن الشهرين الماضيين شهدا الكثير من القرارات والتعليمات التي تتغير باستمرار، ومتسائلة: من المسؤول عن هذا التخبط في القرارات؟
يتعرضن للتهديد بالتقييم السنوي ولفت النظر دون مراعاة لظروف «كورونا»
لدى أغلبهن أبناء في سن الدراسة ويحتاجون إلى متابعة تعليمهم بـ «تيمز»
لدى أغلبهن أبناء في سن الدراسة ويحتاجون إلى متابعة تعليمهم بـ «تيمز»