أكد مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ «الحرس الثوري»، أن الإيرانيين تلقوا أمس الأول، عبر وسيط عراقي، رسالة شفهية من القيادة الوسطى في الجيش الأميركي «سنتكوم» مفادها أن القوات الأميركية في غرب آسيا لا تحضر لأي هجوم ضد إيران، وأنه من المناسب رفع الاحتقان بين الجانبين، إذ من الممكن أن يؤدي التوتر بين القوات الموجودة في المنطقة إلى خطأ أو تصادم غير مقصود يجر الجميع إلى كارثة.وحسب المصدر، فإن الرسالة لم تشر إلى ما إذا كان الأميركيون يخططون لمهاجمة القوات الموالية لإيران في العراق، ولذلك طلب الجانب الإيراني من الوسيط العراقي سؤال الأميركيين عن سبب زيادة حضورهم العسكري في المنطقة وخصوصاً بالعراق.
وأضاف المصدر أن الطرف الإيراني لا يأخذ التأكيد الأميركي على أنه صحيح في المطلق، بل يواصل اتخاذ إجراءات احتياطية بما في ذلك محاولة نقل أسلحة لحلفائه في العراق، موضحاً أن قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني موجود في العراق منذ أسبوع تقريباً، ويحاول التنسيق بين الحشد الشعبي والعشائر العراقية وقسم من أكراد العراق للتوحد في حال بدأت أي عملية عسكرية ضد الحشد.ووصل وزير الدفاع العراقي أمس إلى طهران التي تحاول إقناع العراق بشراء أسلحة إيرانية. وخلال استقباله نظيره العراقي قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إن واشنطن لديها مخطط طويل الأجل لزعزعة الاستقرار في المنطقة. في الأثناء، أعلن المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري، الذي استقال قبل أيام في مقابلة مع موقع «ديفينس وان»، أن الولايات المتحدة لا تزال تفكر في غلق سفارتها ببغداد إذا لم تضع الحكومة العراقية حداً لهجمات المسلحين على المصالح الأجنبية في البلاد.
وأكد جيفري، الذي عمل سفيراً في العراق بين عامي 2010 و2012، أن «هذه القضية لا تزال مستمرة، ولم يكن التهديد زائفاً، لقد كان خطيراً جداً».ولم يتسنَّ لـ «الجريدة» الحصول على رد من «البنتاغون». وكانت تقارير حذرت من إمكانية لجوء الرئيس دونالد ترامب إلى شن ضربة عسكرية خارجية قد تستهدف إيران في الشهرين المتبقيين من ولايته. ووسط مخاوف من ارتباك بعد إقالة ترامب لوزير الدفاع مارك إسبر، صرّح وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر بأن الجيش لم يضعف في أعقاب الانتخابات، مضيفاً: «أريد أن أؤكد للشعب ولحلفائنا وشركائنا أن وزارة الدفاع لا تزال قوية، وتتابع عملها الحيوي في حماية بلدنا وشعبنا ومصالحنا حول العالم».واتصل ميلر هاتفياً بنظرائه في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.