تسود حالة من الترقب الميداني على الحدود بين المغرب وموريتانيا، بعد الأحداث التي وقعت في منطقة الكركرات العازلة بالصحراء الغربية، في حين حظيت الإجراءات المغربية لفتح معبر المنطقة وتأمينه بدعم الكويت ودول عربية وسط دعوات للعودة إلى المفاوضات.وكان المغرب أعلن ليل الجمعة ــ السبت، أن المعبر الحدودي بمنطقة الكركرات «أصبح مؤمناً بشكل كامل» عقب عملية عسكرية لإقامة حزام أمني، اعتبرت «جبهة البوليساريو» أنها أنهت وقف إطلاق النار بين الجانبين المعمول به منذ 30 عاماً.
وأعربت وزارة الخارجية عن تأييد الكويت للإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية لـ «ضمان انسياب حركة البضائع والأفراد بشكل طبيعي ودون عوائق في الكركرات».وجددت الوزارة في بيان: «موقف الكويت الثابت والمبدئي بدعم سيادة المغرب، ووحدة ترابه»، معربة عن رفضها «لأي أعمال أو ممارسات من شأنها التأثير على حركة المرور في هذه المنطقة».ودعت إلى «ضبط النفس والالتزام بالحوار والحلول السلمية، وفقاً لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة».كما حظيت خطوات الرباط بتأييد السعودية والإمارات وسلطنة عمان والأردن وقطر.ودافع رئيس الحكومة المغربي سعدالدين العثماني عن إجراءات بلاده، قائلاً إن عملية إعادة فتح معبر الكركرات، تمت بعد أن استنفد المغرب جميع الخيارات السلمية.وأضاف العثماني أن المغرب أمر قواته بالتدخل لإنشاء جدار رملي عازل يحمي المنطقة من الاختراقات مستقبلاً، نظراً للأهمية الاستراتيجية للطريق والمعبر الذي أُغلِق منذ 21 أكتوبر الماضي.ولم يعلن المغرب وقوع أي معارك مع مقاتلي «البوليساريو»، سواء في الكركرات أو غيرها من المواقع العسكرية على طول الجدار، الذي يفصل قواته عن هؤلاء المقاتلين على نحو 2700 كيلومتر، منذ نهاية الثمانينيات.وأشار بيان القيادة العامة للجيش المغربي فقط إلى تعرض عناصره لإطلاق نار ردّوا عليه أثناء تدخلهم في الكركرات أمس الأول «دون تسجيل أي خسائر بشرية».من ناحيتها، أكدت «البوليساريو»، المُطالِبة باستقلال الصحراء الغربية المتنازع عليها مع المغرب، أنها ستواصل القتال.وقال وزير خارجية «الجمهورية العربية الصحراوية»، غير المعترف بها، والتي تعلن «البوليساريو» قيامها بالجزائر منذ 1976، محمد سالم ولد السالك: «ستستمر المعارك بعد انسحاب القوات المغربية من الكركرات»، دون الإدلاء بتفاصيل.وأضاف ولد السالك، أن اتفاق وقف إطلاق النار، المعمول به منذ 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة، «صار من الماضي».ومن جهته، أعلن رئيس «البوليساريو» إبراهيم غالي أمس، أنه أصدر مرسوماً يعلن «نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار، واستئناف العمل القتالي دفاعاً عن الحقوق المشروعة لشعبنا».وقالت وزارة دفاع البوليساريو في بيان ليل الجمعة ـ السبت، إن قواتها نفذت «هجمات مكثفة» على مواقع الجيش المغربي في المحبس وحوزة وأوسرد والفرسية «مُخلِّفة خسائر بالأرواح والمعدات».وأفادت مصادر في الجانب الموريتاني من الحدود، بأن الهدوء يسود منطقة الصحراء الغربية، لافتة إلى أن الجيش نشر تعزيزات كبيرة على طول الحدود مع الصحراء الكبرى، وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة.في المقابل، استنكرت الجزائر بشدة «الانتهاكات الخطيرة لوقف إطلاق النار» في الكركرات، داعية إلى «الوقف الفوري للعمليات العسكرية التي من شأنها أن تؤثر انعكاساتها على استقرار المنطقة برمتها».دولياً، دعت دول أوروبية إلى «فعل كل ما يمكن تجنّباً للتصعيد» في الصحراء الغربية.
أخبار الأولى
الكويت ودول عربية تدعم إجراءات المغرب لفتح معبر الكركرات وتأمينه
15-11-2020