المخرج غافل فاضل : كُتاب «الشنطة» يبيعون السيناريو لمن يدفع
يرى أن بعض المخرجين بلا رؤية ومجرد منفذين للنص
وأشار فاضل إلى وجود كتاب «شنطة» للسيناريو في العالم العربي يبيعون إبداعهم لمن يدفع، ليضع اسمه عليه، مضيفا أن الساحة بها مساعدو إخراج ومصورون تحولوا إلى مخرجين، ولفت إلى أن الرقابة بريئة من ضعف الدراما، وآراء أخرى رصدناها في حوارنا معه:
• رغم خبراتك الكبيرة في إخراج الأعمال الدرامية الكويتية لسنوات طويلة فإنك غائب عن الساحة، لماذا؟
- الأمر مرتبط بظروف الإنتاج، وبالتأكيد "كورونا" كان لها أثر كبير في تخفيض عجلة الإنتاج، علاوة على أن الساحة الفنية تمتلئ الآن بالمخرجين الشباب الباحثين عن فرصتهم، وهذا حقهم، وعلينا أن نترك لهم المجال ليقدموا أعمالهم.
• ما ملاحظاتك على أعمالهم الدرامية من واقع خبراتك؟
- لا تستطيع أن تحكم عليهم حاليا حتى يكتسبوا الخبرة والحنكة والحرفة، لكن انتقادهم الآن ليس لمصلحتهم، وعلينا أن ننتظر لنرى إنتاجهم في المستقبل.• برأيك، عندما يتحول مدير التصوير أو المخرج المساعد إلى مخرج هل ينجح؟
- الأمر يحتاج إلى فترة طويلة لكي يصبح مخرجا إذا كان يمتلك الاستعداد والقدرات التي تؤهله لذلك، لأنه من الممكن أن يكون مدير التصوير متميزا، لكنه لا يصلح أن يكون مخرجا، وكذلك مساعد المخرج أو المونتير، لأن المخرج هو سيد العمل والقائد، وهذه الأمور تكتسب بالخبرة، فلابد أن يعرف كيف يفسر النص، وتكون له رؤيته، فالقضية ليست تنفيذ العمل فقط، وكثير مما نراه الآن مجرد تنفيذ للنص ولهم احترامهم وتقديرهم لكن هذا هو الواقع، حيث تشاهد معظم الوقت حوارا بين اثنين في لقطة متوسطة لا يوجد "تكنيك" تحريك كاميرا أو ممثل.مخرج محترف• هل تعتبر تصدي المخرجين العرب لإخراج الدراما الكويتية ظاهرة صحية أم العكس؟
- عندما يأتي مخرج محترف من أي بلد عربي له أعماله في بلده فعلى العين والرأس، لكن للأسف من يأتون معظمهم ليسوا بمخرجين بل مساعدين أو مصورين أو منفذين، ويتعلمون الإخراج في أعمالنا، ويأخذون فرص أولادنا وشبابنا، فهم أولى بالتعلم واحتراف الإخراج.• هل أصبحت الدراما الكويتية حقل تجارب للمصورين والمساعدين لتعلم الإخراج؟
- بعض الأسماء ممن عملوا في الدراما الكويتية كمخرجين ليس لهم تاريخ إخراجي في بلادهم، ولكن عملوا في مهن أخرى كمساعد راكور أو مساعد ثان، والمشكلة أن بعضهم يتصدى لإخراج أعمال تراثية، فماذا يعرف عن تراثنا الخليجي، طبعا يفضل في هذه الحالة ابن البلد الذي يعرف تاريخه ولهجته، بمعنى هل أصلح أنا بكل خبرتي الاخراجية لإخراج عمل مصري عن الصعايدة، بالطبع لا، علاوة على أن شركات الإنتاج تأتي بالمخرج العربي لفترة محدودة لضغط التكاليف فلا يأخذ فرصته في قراءة النص بتأن ويدخل على التصوير مباشرة.التجديد والتطوير• يتهم البعض جهاز الرقابة بأنه وراء ضعف الدراما الكويتية ودورانها في قضايا اجتماعية مستهلكة والتصدي لأي محاولات للتجديد فما رأيك؟
- ليس دفاعا عن الرقابة لأنها لا تملك أن تغير لك نصا بالكامل، بل تطلب تغييرات محددة والتي تتنافى مع المجتمع الكويتي أو حدث غير واقعي، وأنا عملت فترة فيها، وأعرف الآلية التي تنتهجها وكانت تصلنا أعمال جريئة جدا ولم نكن نرفضها بل نطلب تعديلات في الحوار أو بعض الأحداث بشكل محدود جدا، فالكاتب تكون لديه فكرة سهلة مضمونة لا يرهق نفسه في البحث عن الجديد أو التطوير.• ما القضايا التي ترى أن الدراما يجب أن تعالجها وتتصدى لها بعيدا عن الأفكار المستهلكة؟
- حدثت طفرة كبيرة في المجتمع، واختلف كثيرا عن ذي قبل، فمثلا الزوجة التي قتلت زوجها هذه قضايا غريبة على مجتمعنا، لكن المهم طريقة طرحها لا تسيء للمجتمع، ويدخل فيها خيال الكاتب ويقدمها بشكل إبداعي جميل.• في وقت من الأوقات حدثت اتهامات لكتاب السيناريو في الكويت بأنهم يقومون بتكويت نصوص من مصر والعراق وسورية والأردن ثم يضعون أسماءهم عليها؟
- في كل البلاد العربية ما يسمون بكتاب "الشنطة"، فهو يكتب الأعمال ويملأ الشنطة ويلف لبيع النصوص، ولا يشترط وضع اسمه، فمن يشتري النص يضع اسمه أو أي اسم آخر، كما يشاء، مثل تاجر "الشنطة"، وهذه ظاهرة موجودة، ويمكن أن تشتري وتعدل بعض الشيء ثم تضع اسمك عليه، لكن تظل روح العمل وبيئته وبعض المفردات التي لم يتم تغييرها كاشفة للحقيقة فتشم رائحة سورية أو مصر أو الأردن في العمل.• السوشيال ميديا فرضت وجودها على العالم لماذا تتجاهلها؟
- لا أتجاهلها، بل لدي صفحة على "فيسبوك"، وفتحت صفحة على "إنستغرام"، أغلقتها في نفس الأسبوع، بسبب التفاهة وعدم الاحترام، فتجد منشورا يقول "أنا في المطعم"... جميل وماذا تريد؟ أما "فيسبوك" فيمكن أن تطرح من خلاله قضية أو خبرا والناس تعلق عليه.• ماذا تقول عن "تيك توك"؟
- بالتأكيد مسخرة وكلام فاضي واستخدام سيئ، واستخفاف بعقول الناس وتضييع لوقتها، ولا يمكن أن أدخل على هذه التفاهات.• بعض الفنانين يجلسون في بيوتهم بينما البعض الآخر يعمل في عدة مسلسلات في وقت واحد، كيف تفسر ذلك؟
- لا ألوم شركات الإنتاج لأنها تتبع القنوات الفضائية، وتعرف الفنانين المرغوبين لديها وتتعاقد معهم، فالقنوات تتدخل في كل شيء لأنها تعتمد على التسويق وتطلب الفنان بالاسم لأنه يمكن تسويق العمل باسمه، وهذا ليست له علاقة بقيمة الفنان بل بالتسويق، فالمنتج لا يريد أن يخسر فيختار الأسماء المقبولة لدى الفضائيات.• إذن التسويق والإعلان هما المتحكمان الآن في الدراما ومن يعمل فيها؟
- للأسف هذه هي الحقيقة فليست هناك معايير فنية بل معايير سوقية تعتمد على الربح والخسارة.• وما الحل من وجهة نظرك؟
- الحل يكمن في القنوات الوطنية التابعة للدول التي لا تعتمد على جني الأرباح ولديها أهداف أهم، فهي التي تملك زمام المبادرة للبحث عن الأسماء الكبيرة فنيا للاستفادة من إبداعهم وتاريخهم بعيدا عن الحسابات المادية، سواء كانوا فنانين أو مخرجين أو في كل العناصر الفنية.• ماذا تقول للقائمين على الدراما في الكويت؟
- علينا أن نحاول الصعود بالدراما الكويتية فبعض الأعمال الآن يستهجنها المشاهدون وتسيء للمجتمع، وهناك أعمال تعتمد على الشكل والألوان في الصورة ظنا أن هذا هو التجديد، بل هذا فقر درامي، فمثلا حوار بين اثنين في السوق نص الحوار يمكن أن يقال في البيت فلماذا يصور في السوق؟ وأين حركة الكاميرا؟ وهذا يفرق بين المخرج المحترف والمخرج الذي ينفذ المكتوب فقط.