الصراع الإثيوبي يتمدد إقليمياً و«تيغراي» يقصف أسمرة
مقتل 34 بهجوم على حافلة بمنطقة بني شنقول على حدود السودان... واللاجئون إلى 25 ألفاً
اتسعت دائرة الصراع الإثيوبي بين حكومة أديس أبابا الاتحادية وسلطات إقليم «تيغراي» التي قامت بقصف المطار الدولي بالعاصمة الإريترية أسمرة، متهمة الأخيرة بدعم حملة رئيس الوزراء آبي أحمد، في وقت قتل العشرات بهجوم مروع على حافلة بمنطقة بني شنقول قرب الحدود السودانية التي تشهد تدفق المزيد من اللاجئين.
في تصعيد كبير ينقل الصراع بين الحكومة الإثيوبية الاتحادية وسلطات إقليم تيغراي إلى خارج الحدود، شنت الأخيرة هجوماً صاروخياً على مطار إريتريا، متهمة إياها بدعم الحملة العسكرية التي أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ضدها قبل 12 يوماً.وقال زعيم إقليم تيغراي المعزول ديبريتسيون غبرميكائيل، في تصريحات أمس: "قصفنا مطار العاصمة الإريترية أسمرة، مساء أمس الأول، لأنهم يستخدمونه للهجوم على تيغراي".وهدد المسؤول المتمرد بشن المزيد من الهجمات على أي هدف عسكري مشروع في إريتريا المجاورة للإقليم الإثيوبي، مؤكداً أن الجبهة تمتلك صواريخ بعيدة المدى "وسنستخدمها عند الضرورة".
ولم يذكر غبرميكائيل عدد الصواريخ التي أطلقت على أسمرة، لكنه قال إنها المدينة الوحيدة التي تم استهدافها في إريتريا، متهماً القوات الإثيوبية الاتحادية والإريترية بالقتال معاً ضد قوات "جبهة تحرير شعب تيغراي".وأوضح زعيم القوات المحلية أن قواته تقاتل "16 فرقة" من فرق الجيش الإريتري، إضافة إلى قوات إثيوبية موالية لحكومة أديس أبابا على عدة جبهات.وألقى غبرميكائيل باللوم على حكومة آبي أحمد، وليس "الجبهة"، في تصعيد الموقف من خلال استخدام المطارات في إريتريا لشن هجمات، مضيفاً أن الجبهة "تقوم بالدفاع عن نفسها".وأشار إلى أن "الجبهة" على استعداد للذهاب إلى طاولة المفاوضات، لكن في حال سحبت حكومة أديس أبابا قواتها من المنطقة، مؤكداً أن "الجبهة مسلحة بصورة قوية ومستعدة للاستمرار في القتال".وشدد على أن المواطنين في المنطقة يدعمون "الجبهة"، مؤكداً أن مواطني تيغراي "على استعداد للقتال حتى لو بالعصي".ورد غبرميكائيل على اتهام آبي أحمد لـ"الجبهة" بارتكاب تهمة الخيانة من خلال مهاجمة القوات الاتحادية الأسبوع الماضي، مؤكداً أن حملة أديس أبابا على الإقليم "للانتقام من إجراء الانتخابات المحلية التي فازت بها جبهة تحرير تيغراي في سبتمبر الماضي" بعد إرجاء الحكومة الاتحادية الانتخابات بسبب جائحة كورونا.في المقابل، رفض رئيس الوزراء آبي أحمد، المتحدر من عرقية الأورومو، اتهامات "جبهة تيغراي".وبعد ساعات من تصريحات غبرميكائيل، قال أحمد، عبر "تويتر"، إن بلاده قادرة على تحقيق أهداف عمليتها العسكرية في الإقليم المضطرب "بنفسها".وأكد أحمد الذي كثف هجومه العسكري عبر شن ضربات جوية على مواقع بالإقليم، أن "حملة دعم سيادة القانون في تيغراي تسير بشكل جيد وتحقق أهدافها".
صواريخ وتحذير
يأتي ذلك بعدما قال 5 دبلوماسيين إقليميين، إنّ ثلاثة صواريخ أطلقت على العاصمة الإريترية من إثيوبيا، ليل السبت الأحد.وأوضح ثلاثة دبلوماسيين أنّ ما لا يقل عن صاروخين أصابا مطار أسمرة. ولاحقاً، طالبت السفارة الأميركية في إريتريا مواطنيها بالبقاء في منازلهم. وتحدثت عن احتمال استهداف مطار أسمرة الدولي بعبوات ناسفة.وكانت "جبهة التحرير"، المدافعة عن عرقية تيغراي ضد ما تصفه باضطهاد آبي أحمد لها، قد هددت في وقت سابق بقصف مدينتي أسمرة ومصوع في إريتريا، في حال تأزم الوضع بالإقليم.هجوم مروع
في هذه الأثناء، ذكرت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية أن مسلحين قتلوا ما لا يقل عن 34 شخصا في هجوم على حافلة بغرب البلاد، ليل السبت ـــ الأحد، وسط مخاوف متنامية من فراغ أمني في ضوء الحملة العسكرية في شمال البلاد. وأضافت اللجنة أن عدد القتلى سيزيد على الأرجح بعد ما وصفته بـ "هجوم مروع" على حافلة ركاب في منطقة بني شنقول قمز، التي يتحدث سكانها العربية، والقريبة من إقليم تيغراي والحدود السودانية.فرار وعبور
ووسط مخاوف من تهديد كارثي للصراع الإثيوبي على الاستقرار الهش في منطقة القرن الإفريقي، عبر إثيوبيون فارون من الحرب نهراً حدودياً إلى السودان المجاور، بعضهم في قوارب وبعضهم عن طريق السباحة أو الخوض في المياه.وأعلنت السلطات السودانية ارتفاع أعداد اللاجئين الإثيوبيين في ولايتي القضارف وكسلا إلى 24.944 لاجئا جراء القتال العنيف الدائرة في الإقليم الإثيوبي المتاخم لحدود السودان وإريتريا. وسقط مئات القتلى في الصراع في إقليم تيغراي، وسط مخاوف من انزلاق ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان إلى حرب أهلية ثانية.ويعتبر تيغراي موطن جماعة عرقية ظلت تقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود، إلى حين تولي آبي السلطة في عام 2018.في السياق، هنأ وزير الخارجية التركي مولود أوغلو نظيره الإثيوبي الجديد ديميكي ميكونين، بتولي حقيبة الخارجية بعد سلسلة تغييرات أجرها آبي أحمد عقب إطلاقه الحملة العسكرية ضد سلطات "تيغراي" التي اتهمها بالهجوم على قاعدة للقوات الاتحادية.
واشنطن تطالب مواطنيها بالتزام المنازل في أسمرة