رياح وأوتاد: الوسطية والغلو في الطرح الانتخابي والعمل النيابي
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
ومن الوسطية أيضاً المطالبة بالحريات التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية وعدم الغلو بالمطالبة بحريات تخالف الدين أو تمس كرامات وخصوصيات المواطنين. كما تفرض الوسطية المشروعة في الدين والعمل السياسي النظيف ألا يعمد المرشح إلى الإساءة المحرمة أو التحريض على المخالفين لرأيه بأطروحات متطرفة أو غير صادقة، وفي الوقت نفسه يجب عليه ألا يعمل على كسب تأييد الناخبين بدغدغة مشاعرهم بوعود مالية ضارة لن يستطيع الوفاء بها، وتتناقض مع العجز وتزيد الاختلالات المالية والاقتصادية، وعلى العكس فالنائب الوسطي سيسعى الى تحسين الوضع المالي للدولة دون الإضرار بميزانية المواطن البسيط ودون مزيد من الانتفاخ في كروش المنتفعين والمتربحين. كما يكفي المرشح الوسطي أن يطرح القوانين التي يريد تصحيحها وتعديلها بدقة وموضوعية علماً أن قوانين المجلس تسمح بنشر رأيه وتصويته على الملأ بدلاً من التصعيد والتطرف باستخدام ألفاظ غير لائقة ونشر روح العجز والإحباط وإسقاط الفشل على الآخرين. الخلاصة أن من الخطأ أن نتغاضى عن أطروحات بعض المرشحين اليوم، وهي تعد وتمني الناخبين بوعود يعلم الجميع أنها لن تتحقق، كما أن من الخطأ التحريض على النظام العام أو الخصوم لكسب الشعبية على حساب سمعة الآخرين وأطروحاتهم، وفي المقابل فإن من الخطأ النكوص عن العمل الوطني والإصلاح الجاد والاكتفاء بالوجاهة على الكرسي الأخضر وإنجاز المعاملات بالواسطة، فكلاهما إفراط أو تفريط، ويكفي الكويت مجلسين أطاحا بأحلام وأمنيات شعبية كبيرة بسبب تطرف البعض في أطروحاتهم في مقابل تفريط من البعض الآخر في عملهم.