أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، أن ما شهدناه من تكاتف وتعاضد في وطننا لأجل التصدي لجائحة "كوفيد 19" يبرهن على متانة وحدة الصف الكويتي وقت الشدائد، ومدى صلابة أبناء هذا الوطن في مواجهة أي تحديات بكل عزيمة وصبر وثبات.

وأشاد صاحب السمو في كلمة له خلال زيارته أمس لوزارة الصحة, بالكوادر والطواقم الطبية، الذين يحملون على كاهلهم أمانة الحفاظ على صحة وسلامة الجميع, حيث أثبتوا أنهم خط الدفاع الأول عن الوطن بالوقوف في الصفوف الأمامية للتصدي للوباء والحد من انتشاره، رغم ما يتعرضون له من خطر العدوى.

Ad

واستذكر سموه ببالغ الفخر مسيرة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، ودوره المشهود لأجل الارتقاء بالمنظومة الصحية، مؤكدا السير على نهجه الرشيد.

واستقبل صاحب السمو لدى وصوله إلى الوزارة، أمس، وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، ووكيل الوزارة الدكتور مصطفى رضا، وكبار المسؤولين بالوزارة.

وألقى سموه كلمة جاء فيها "يطيب لي اليوم زيارة وزارة الصحة، ويسعدني أن التقي بإخواني وأبنائي من الكوادر والطواقم الطبية، الذين يحملون على كاهلهم أمانة الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، وكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة بكل تفان واخلاص، فلقد أثبتوا أنهم خط الدفاع الأول عن الوطن بالوقوف في الصفوف الأمامية للتصدي لوباء فيروس كورونا المستجد، والحد من انتشاره رغم ما يتعرضون له من خطر العدوى، متسلحين في ذلك بالروح الوطنية العالية، فلهم منا بالغ الثناء والتقدير، مستذكرين ببالغ الفخر مسيرة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، ودوره المشهود لأجل الارتقاء بالمنظومة الصحية، مؤكدين السير على نهجه الرشيد".

وأضاف سموه "ان هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، وما شهدناه من تكاتف وتعاضد في وطننا لأجل التصدي لهذه الجائحة، يبرهن على متانة وحدة الصف الكويتي وقت الشدائد، ومدى صلابة أبناء هذا الوطن في مواجهة أي تحديات بكل عزيمة وصبر وثبات".

تضحيات جسام

وقال "في هذا المقام أود الإشادة بما قام به أبناء المنظومة الصحية من جهود كبيرة وتعاون بنّاء مع كافة جهات الدولة الرسمية والتطوعية، لمواجهة هذا الوباء، تمثلت في حسن التخطيط، وتأمين كل الاحتياجات الطبية من مستشفيات ومحاجر ومعدات وبروتوكول علاجي، أسهم في تصاعد أعداد المتعافين، إلى جانب متابعتهم الحثيثة لكل المستجدات، وكان محل ارتياح وتقدير الجميع. كما لا يفوتني أن أسجل الشكر والتقدير لجميع العاملين بوزارة الصحة من الكوادر الطبية والطواقم التمريضية، مواطنين ومقيمين، على ما يسطرونه من تضحيات جسام للقيام بمهامهم الإنسانية التي لا تخلو من المخاطر، مقدرين جهودهم الدؤوبة في نشر الوعي الصحي، وتطبيق الإجراءات الاحترازية".

وختم سموه كلمته بالقول "أؤكد أننا لن نتراخى أو نبخل بجهد أو إمكانات في سبيل تطوير كفاءة وقدرات هذه المؤسسة الوطنية، وتزويدها بأحدث المعدات وأفضل الكوادر، لتمكينها من أداء واجبها المقدس في الحفاظ على الصحة العامة التي تعد من أهم أولوياتنا، والغاية التي نسعى دائما لتحقيقها، داعين المولى تبارك وتعالى أن يرفع عن البشرية جمعاء هذا البلاء، ويجنبنا شروره، وأن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لخدمة وطننا الغالي الكويت، ليظل ينعم بالأمن والطمأنينة".

نهج مبارك

كما ألقى وزير الصحة كلمة بالمناسبة، شكر في مستهلها صاحب السمو على "الزيارة التاريخية لوزارة الصحة"، وقال: "تأتي زيارتكم المباركة لتؤكدوا على نهج يعتني بصحة الإنسان، ويقدمه على سائر النعم، هذا النهج الذي وضعه حكام الكويت, وتوارثوه خلفا عن سلف, وها أنتم صاحب السمو تؤكدون اليوم بهذه الزيارة التاريخية الميمونة على هذا النهج المبارك، وأنكم على عهد أسلافكم باقون وبنهجهم مقتدون وعلى خطاهم ماضون تستمدون العون من الله تعالى، ثم بمساندة عضدكم سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد".

وأضاف "ان صحة الإنسان والحفاظ عليها بكل الوسائل المتاحة نهج مبارك أكده بصورة واضحة لا لبس فيها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله رحمة الأبرار, حيث شاهد العالم أجمع في جائحة كورونا كيف قدم سموه، رحمه الله، ودون أي تردد صحة الإنسان على ما سواها من المصالح الدنيوية المادية والمعنوية على نحو لم يشهد له مثيل في كل السياسات التي تم اتباعها للتعامل مع هذا الوباء, وكنتم أنتم السند والعون له، رحمه الله، على ترسيخ هذا المعنى، والتأكيد عليه في كل مناسبة اقتضت منه مخاطبة شعبه وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوسهم، وطرد هاجس الخوف والرهبة من قلوبهم. وبفضل الله, ثم السياسة العليا للدولة، استطاع نظامنا الصحي، بما يتمتع به من عوامل قوة، استطاع بوقت مبكر أن يصمد أمام تداعيات الجائحة من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية المبكرة، للحفاظ على المنظومة الصحية، وحماية الكويت من التداعيات والأعباء المترتبة على الجائحة، فجاءت بحمد الله الخطوات العملية في مواجهة الوباء متناسقة ومتناسبة مع كل مرحلة من مراحل مواجهة الوباء".

جهود «الصحة»

وقال: "لم يتوقف عطاء أبنائكم وبناتكم في وزارة الصحة على وضع وتنفيذ خطط وبرامج الطوارئ والتصدي واحتواء جائحة كورونا فقط، بل استمرت جهودهم واتصل اجتهادهم بنجاح وإصرار من الأطباء والهيئة التمريضية والفنيين والإداريين على تطوير كافة القطاعات الصحية، ومواكبة التطورات العالمية في كل جانب من جوانب الخدمات الصحية. يشهد على ذلك ما تحقق من إنجازات تدعو إلى الفخر والاعتزاز كبرامج زراعة القلب والكبد، وبرامج الخلايا الجذعية والمشاريع الإنشائية والتطويرية الداعمة لخطة التنمية، وبرنامج عمل الحكومة.

واعتبر الصباح أن كل ما قام ويقوم به "منتسبو الصحة من عمل وما بذلوه من جهد في مواجهة هذا الوباء وغير ذلك من الأعمال المتعلقة بمختلف الجوانب الصحية ما هو إلا ثمرة من ثمرات ما غرسته القيادة السياسية في قلوبنا من حب للوطن والتفاني في خدمته، وبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعته، والحرص على صحة كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة دون تفرقة أو تمييز".

إتاحة اللقاح

وختم وزير الصحة بقوله: إن ما تتناقله الأوساط العلمية والإعلامية من النتائج المبشرة حول تطوير وانتاج اللقاحات الفعالة والآمنة للوقاية من كورونا المستجد، والحد من تداعياته، وحماية الفئات الأكثر تعرضاً من الإصابة به يحظى بالمتابعة المستمرة والدقيقة من جانب القيادات والمتخصصين بوزارة الصحة، لتكون الكويت بعون الله تعالى وتوفيقه من أوائل الدول التي تتيح الفرصة لمواطنيها للحصول على اللقاح الآمن والفعال. نؤكد لكم بقاءنا على العهد ولاء ووفاء لكم، حفظكم الله ورعاكم، ولكويتنا الغالية أدامها الله عزيزة شامخة وواحة أمن وأمان في ظل قيادتكم الحكيمة وآرائكم الرشيدة ونصائحكم وتوجيهاتكم السديدة".

بعدها تفضل صاحب السمو بالتوقيع على سجل الشرف، كما تم التقاط صورة تذكارية مع سموه بهذه المناسبة.

أبناء الكويت وقت الفزعة... شخص واحد
ألقى صاحب السمو أمير البلاد كلمة ارتجالية خلال زيارته لوزارة الصحة قال فيها:

"أنا سعيد اليوم بزيارتي لكم لأبنائي واخواني وبناتي أشكركم على ما قمتم فيه من مجهود كبير... الحقيقة واجهتم الأخطار وتعاونتم مع جهاز الحكومة الرسمي والجهات التطوعية وقمتم بعمل تشكرون عليه، واجهتم الخطر، ومنكم من استشهد، ومنكم من اصيب في هذا الآفة اللي الله بلانا فيها، وعلى الرغم من ذلك صممتوا وعزيمتكم بالتصميم قمتم بخدمة وطنكم مهما واجهتوا من خطر فتشكرون على هذا كل الشكر والتقدير، والكلام اللي بقوله لكم ما يوفي ما قمتم به من مجهود كبير الحقيقة من ابنائنا وبناتنا واخواننا... اقول ان شاء الله يكفيهم شر هذا الوباء، والله سبحانه وتعالى يرفعه عن المعمورة... وانا مهما قلت الكلام هذا ما يفي حقوقكم، انتم قمتم بواجب اكثر واكثر، انتم الجنود المجهولة اللي تعملون من خلف الكواليس، الحقيقة تشكرون عليه كل الشكر والتقدير لكم جميعا على ما قمتم فيه وضحيتوا هذا هم أبناء الكويت وقت الشدة والفزعة، وقفوا كأنهم شخص واحد مع اخوانهم، أيضا المقيمين والمتطوعين قاموا بدور جبار يشكروا عليه، كل الشكر والتقدير، والله يوفق الجميع ويحمي بلدنا ان شاء الله من كل سوء ومكروه، بارك الله فيكم ووفقكم الله والله يجنبكم كل المخاطر وفقكم الله وشكرا".

ثم غادر سموه وزارة الصحة بمثل ما استُقبل به من حفاوة وتقدير.

هذا، ورافق سموه، رعاه الله، خلال الزيارة رئيس الديوان الأميري الشيخ مبارك الفيصل، ورئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبدالله.