دشن رئيس رابطة السمنة، د. يوسف بوعباس، مبادرة «المشي العائلي»، التي تهدف إلى تأسيس ثقافة جديدة بين الجيل الصاعد، كما أن لها فوائد صحية ونفسية واجتماعية.وأكد بوعباس، لـ «الجريدة»، أن هذه المبادرة تهدف إلى الوقاية من الأمراض التي باتت تمثّل خطرا حقيقيا على الأطفال والمراهقين والشباب في الكويت، وعلى رأسها أمراض السمنة والسكري وغيرهما.
وأوضح أن رياضة المشي لها فوائد كثيرة، منها التقليل من القلق والاكتئاب، وزيادة التركيز ورفع الحالة المزاجية للأشخاص، خصوصا في زمن «كورونا»، إلى جانب زيادة الترابط بين أفراد الأسرة.وذكر أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن مرضى السمنة أو السكري إذا أصيبوا بفيروس كورونا فإن قابلية دخولهم إلى العناية المركزة تزيد من 30 إلى 40 بالمئة، كما تزيد نسب وفاتهم وتتضاعف أيضا بسبب الإصابة بتلك الأمراض، وذلك لأن السمنة المفرطة أو السكري يقللان من مناعة الجسم، مما يجعل الفيروس يهاجم الجسم بشكل شرس أكثر من الإنسان الطبيعي، لافتا إلى أن المصابين بداء السمنة، سواء مع الإصابة بـ «كوفيد 19» أو بدون الإصابة به، يعانون مشكلة كبرى لا بدّ من التخلص منها والقضاء والتغلب عليها.وقال إن الإصابة بالسمنة لا تعود لأسباب جينية، لكن بسبب قلة الحركة وقلة النشاط الرياضي والحركي، إلى جانب الإسراف في كميات الأكل ونوعيته، خصوصا الوجبات السريعة المضرة جدا على الصحة.
الأطفال والسمنة
وأضاف بوعباس أن الأطفال والمراهقين في الكويت يعانون السمنة بشكل مخيف، مشيرا إلى أن مرض السكري من النوع الثاني، الذي يصيب الكبار في العادة، أصبح يصيب الأطفال بنسبة تصل إلى 30 بالمئة، بسبب انتشار السمنة، وهو ما يمثل جرس إنذار خطيرا، مضيفا أن بعض الأطفال في سن الـ12 عاما باتوا يعانون الآن السكري من النوع الثاني.وقال إن النوع الأول من السكري (سكري الأطفال) يكون بسبب خلل مناعي، أما النوع الثاني (سكري الكبار) فهو بسبب خلل في نمط الحياة، مثل كثرة الأكل ونوعيته، وهو ما يسمى بمتلازمة الإسراف في الأكل وقلة النشاط البدني وممارسة الرياضة.وأشار إلى أن السمنة بين الأطفال تؤدي إلى وجود مرض خطير، وهو السكري من النوع الثاني، الذي بات يصيب الصغار، وهذا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تظهر بعد سنتين إلى 5 سنوات من ظهور المرض، وتؤدي إلى الفشل الكلوى لشباب وصغار السن. وذكر بوعباس أن من مضاعفات «السكري» الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدماغية والفشل الكلوي وغيرها.