قوات تركية إلى كاراباخ... وإيران تريد المشاركة بحفظ السلام
رغم نفي روسيا المتكرر لموافقتها على نشر قوات تركية في إقليم ناغورني كاراباخ، طلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، موافقة برلمان بلاده على إرسال عسكريين إلى أذربيجان للمشاركة في مهمة روسيةـــ تركية لمراقبة احترام الهدنة بالإقليم.وقال إردوغان إن الجنود سيشاركون في أنشطة «مركز التنسيق» المشترك بين موسكو وأنقرة. وكانت روسيا أكدت أن قوات حفظ السلام التي ستنشر في كاراباخ ستكون روسية فقط، مشددة على أن مشاركة أنقرة في القوة يحتاج إلى موافقة باكو ويريفان. لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد للصحافيين، أمس، في موسكو أن «خطط تركيا لإرسال قوات إلى أذربيجان تأتي بموجب الاتفاق معنا».
وبينما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي أمس، أن الوضع في كاراباخ بات مستقراً، طالب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، بـ «إخراج الجماعات التكفيرية من كاراباخ فوراً، إذ لا مبرر لبقائها بالمنطقة» نافياً وجود تغيرات فيما يخص الحدود مع أرمينيا بموجب الاتفاق الثلاثي الذي أنهى المعارك، ووقّعه رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، والرئيسان الروسي، والأذربيجاني إلهام علييف. من ناحية أخرى، اشتدت الأزمة السياسية الداخلية في أرمينيا بسبب الاتفاق، ومع استقالة وزير خارجيته زوهراب مناتساكانيان، طالب باشينيان المعارضة بوقف الاحتجاجات ضده، والتعهد بعدم استخدام العنف بعد إعلان السلطات إحباط محاولة لاغتياله.وقال باشينيان، إن بلاده فشلت في الحرب الأخيرة بكاراباخ، لأنها كانت تقاتل ليس فقط الجيش الأذربيجاني، ولكن أيضاً القوات التركية ومرتزقة من «الشرق الأوسط»، وأكد أن الظروف الحالية الميدانية لا تسمح بإعادة التفاوض على الاتفاق، متحدثاً عن مئات المفقودين من جيش بلاده.وشدد المتحدث الإيراني على أن الوضع على الحدود بين إيران أرمينيا لم يتغير.ويعطي الاتفاق ممراً على طول الحدود عبر أرمينيا للأذربيجانيين للوصول إلى مقاطعة نخجوان الأذربيجانية، التي تملك حدوداً لا تتجاوز الـ 8 كيلومترات مع تركيا، على أن يشرف الروس على هذا الطريق.ويرجع غضب إيران بهذا الشأن، لأنه عملياً كان الطريق الوحيد للاتصال بين أذربيجان ونخجوان يمر عبرها، فضلاً عن أنها تعتبر أن الروس باتوا يسيطرون على الطرق التي توصلها بأرمينيا، وتتخوف من استخدام ذلك ضدها، أو أن يتحول الطريق إلى ممر لجماعات معادية لها، ولذلك تطالب بالمشاركة في قوات حفظ السلام حسبما علمت «الجريدة».