بغداد تعوِّل على وساطات لكبح الانسحاب
أكدت مصادر مقربة من الحكومة العراقية أن مسؤولين رفيعين في «البنتاغون» يضعون سيناريوهات لمنع تنفيذ أي قرار متسرع قد يتخذه الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية المساندة في العراق وتطويق تداعيات أي ضربة أميركية محتملة لحلفاء طهران العراقيين.وقالت المصادر، لـ «الجريدة»، إن قلق بغداد من أي خطوة مفاجئة لا يقل عن قلق أنصار إدارة التوتر في وزارة الدفاع الأميركية، الذين أبرم معهم رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي خلال حوار امتد شهوراً، اتفاقات تقضي بتحفيف تدريجي لعدد القوات الأميركية في العراق، يمتد ثلاثة أعوام، ويحافظ على مهام المساندة والاستشارة للقوات العراقية في مواجهة تحديات ما بعد القضاء على تنظيم داعش.
وأشارت إلى اتصالات مكثفة تجري بين بغداد ووحدة التخطيط العسكري في القيادة المركزية لجيوش أميركا، للتحرك سياسياً بحيث يجري منع انسحاب مفاجئ كما يجري تطويق احتمالات تفجير الأوضاع بضربات غير منسقة لأهداف إيرانية أو أخرى تتعلق بحلفاء طهران.وذكرت أن أي انسحاب مفاجئ من العراق لن يتخلى عن حقيقتين، أولاهما أن هناك معسكرات ستبقى للضرورة القصوى قريبة من العراق في الكويت، وأخرى في إقليم كردستان العراق، وهي جاهزة للتدخل في أي لحظة، خصوصاً مع تصاعد التوتر بين حلفاء إيران المسلحين، والحكومة في بغداد.أما الحقيقة الأخرى فهي أن واشنطن تدرك استعداد روسيا والصين وإيران عسكرياً واقتصاديا لملء أي فراغ تتركه أميركا في الشرق الأوسط والعراق خصوصاً.وأشارت المصادر إلى أن أطرافاً في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دخلت على خط الأزمة منذ تهديد إدارة ترامب بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد، رداً على تباطؤ الكاظمي في التعامل مع هجمات صاروخية كانت شبه يومية ضد المصالح الأميركية في العراق، قبل إعلان هدنة غامضة أوقفت القصف منذ أكثر من شهر، بوساطات وتفاهمات شملت ممثلي الأمم المتحدة ومرجعية النجف الدينية، وأطرافاً أخرى.