عشية قمة ثلاثية إسرائيلية ـ أميركية ـ بحرينية، استبقت إسرائيل استقبال كل من وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني ونظيره الأميركي مايك بومبيو، بغارات ليلية على أهداف إيرانية في سورية أسفرت عن سقوط 11 قتيلاً بينهم جنود سوريون ومقاتلون موالون لإيران، رداً على ما وصفته بأنه "عملية رعتها إيران" في هضبة الجولان.

ويبدو أن الغارات أصابت نطاقاً أوسع من المعتاد بكثير من الأهداف، وبدا الجيش الإسرائيلي أكثر إقداماً على إعلان التفاصيل مما كان عليه في المرات السابقة، ما يشير إلى نية واضحة لتوجيه رسالة للرأي العام.

Ad

رسالتان واضحتان

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: "استهدفنا 8 أهداف نوعية داخل سورية وأبرزها معسكر بقيادة إيرانية يستخدم كمقر قيادة رئيسي للقوات الإيرانية قرب مطار دمشق الدولي، وموقع سري يستخدم لاستضافة شخصيات وبعثات إيرانية رفيعة المستوى بجنوب شرقي دمشق ويستخدم لمكوث مسؤولين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ومقر قيادة الفرقة السابعة السورية في منطقة جنوب هضبة الجولان التي يوجه من داخلها عناصر فيلق القدس نشاطات إرهابية ضد إسرائيل، وبطاريات صواريخ أرض جو متقدمة بعد أن أطلقت النار على طائراتنا الليلة الماضية"، لافتاً إلى أنّ القصف أتى "ردّاً على زرع حقل العبوات الناسفة على حدود الجولان داخل الأراضي الإسرائيلية من خليّة عملت بتوجيه إيراني".

أضاف أدرعي: "جاءت الغارات القوية لنقل رسالتين واضحتين للضيف الإيراني وللمضيف السوري: أولاً لن نسمح بمواصلة التموضع الإيراني في سورية عموماً وعلى حدودنا خصوصاً، ثانياً: النظام السوري سيدفع الثمن إن غض الطرف عن هذا التموضع الذي لا يشكل خطراً على إسرائيل فحسب، بل يهدد استقرار المنطقة برمتها".

وكشف أدرعي، أن "إيران تتاجر بالسوريين في جنوب البلاد، مستغلة فقر وسوء الأحوال المعيشية لهؤلاء، لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل"، مردفاً: "لن نسمح للنظام السوري أن يغض النظر عن السماح بتموضع إيران العسكري داخل أراضيه وتحديداً على حدود إسرائيل".

غانتس

بدوره، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تحذيراً صارماً إلى حكومة دمشق، وقال: "لن تتحمل إسرائيل المساس بسيادتها في أي قطاع، ولن تسمح بالتموضع الخطير على أي جبهة. يتحمل النظام السوري المسؤولية عن كل ما يجري في أراضيه ومن أراضيه".

وأعنت إسرائيل أنها نشرت منظومة صورايخ "القبة الحديدية" في مناطق شمالية.

ونشر الجيش الإسرائيلي صوراً وفيديوهات قال إنها لعبوات ناسفة قوية تم زرعها في منطقة جنوب هضبة الجولان من قبل "سوريين بتوجيه إيراني".

دمشق

من جهتها نقلت "وكالة الأنباء السورية" الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، إنّ "العدو الصهيوني قام بعدوان جوّي من اتّجاه الجولان السوري المحتلّ على المنطقة الجنوبية وتصدّت له دفاعاتنا الجوية وأسقطت عدداً من الصواريخ".وأضاف أنّ "العدوان أسفر عن استشهاد 3 عسكريين وجرح جندي، ووقوع بعض الخسائر المادية".

وقال قائد سابق بالجيش السوري لـ"رويترز"، إن "الهجوم استهدف كذلك قاعدة لحزب الله قرب الحدود اللبنانية إلى جانب قواعد في منطقة جنوب دمشق ومواقع أمامية في القطاع الذي تسيطر عليه سورية من الجولان.

أما "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فأكد بدوره مقتل 11 بينهم مقاتلون أجانب وجنود سوريون وإصابة 17 آخرين.

وأتت هذه الغارات بعد إجراء الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إنّه مصمّم على "ضمان تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وعلى أن تحظى بدعم قوي من كلا الحزبين" الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة.

وأضاف فريق الرئيس المنتخب، في بيان، أنّ بايدن "كرّر دعمه الثابت لأمن إسرائيل ومستقبلها كدولة يهودية وديمقراطية".

من جهته قال مكتب نتنياهو، إنّ رئيس الوزراء أجرى محادثة "دافئة" مع الرئيس المنتخب.

تبادل السفارات

كما جاء الهجوم قبل ساعات من الزيارة الأولى لوزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني إلى إسرائيل منذ توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين في واشنطن قبل شهرين.

واستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي نظيره البحريني وأجريا محادثات قبل أن يعلنا تبادل فتح سفارات لبلديهما في أقرب وقت ممكن.

وأشاد أشكينازي في مؤتمر صحافي مع الزياني بالزيارة التي جاءت في "يوم تاريخي آخر في الشرق الأوسط". وقال: "من الجميل أن تقابل صديقاً وجهاً لوجه وللمرة الأولى".

وتابع أشكنازي: "لقد عرف الشرق الأوسط نزاعات كثيرة وحروباً كثيرة، حان وقت السلام. أرحب بقرار السلطة الفلسطينية بالعودة إلى التعاون مع إسرائيل، أيدينا ممدودة للسلام، والباب مفتوح لاستئناف المفاوضات، وأدعو القيادة الفلسطينية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات من دون أي شروط سابقة".

من ناحيته، أوضح وزير الخارجية البحريني أن الجانبين بحثا مكافحة الإرهاب ونشر ثقافة الحوار، وشدد على أن المنامة "مقتنعة بالسلام والتعايش وقبول الآخر"، مضيفاً "نؤكد على أهمية الدور الأميركي في تحقيق السلام".

ووجه الزياني دعوة للوزير الإسرائيلي لزيارة البحرين، معرباً في الوقت نفسه عن سعادته لتزامن زيارته مع ذكرى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإسرائيل في نوفمبر 1977 .

كما التقى الزياني الذي وصل إلى تل أبيب، أمس، على متن رحلة "طيران الخليج" جي.إف972، في إشارة إلى رمز الهاتف الدولي لإسرائيل، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

بومبيو

كذلك، وصل في وقت لاحق أمس، وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل، في زيارة تستمر يومين، ضمن جولة أوروبية وشرق أوسطية قام خلالها بزيارة باريس وتركيا وجورجيا.

وسيبحث بومبيو الملف الإيراني والمستوطنات الإسرائيلية كما قد يزور مستوطنة "بساغوت" في الضفة الغربية المحتلة، في وقت لن يجتمع فيه مع القادة الفلسطينيين.