بعد اتصال هاتفي "دافئ" أجراه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مواقع عسكرية سورية وإيرانية بسورية، في دلالة قوية على أن تل أبيب ستواصل سياسة توجيه ضربات عبر الحدود في عهد الرئيس الديمقراطي.

ورأى مراقبون أن تبني الجيش الإسرائيلي للضربات والتحدث عن تفاصيلها في بيانات متلاحقة جاء بمنزلة رسالة واضحة يجب ألا تخطئ العنوان لإيران بأن الانفتاح المرتقب للإدارة الديمقراطية الأميركية عليها لا يعني أن إسرائيل ستتراخى في موضوع التموضع الإيراني ضدها في سورية.

Ad

وجاءت هذه الغارات قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني لتل أبيب في أول زيارة رسمية لمسؤول بحريني رفيع المستوى جرى الاتفاق خلالها على تبادل فتح السفارات بين البلدين، وكذلك زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للقدس التي سيبحث خلالها الملف الإيراني والمستوطنات الإسرائيلية، في إطار جولته الدولية التي شملت فرنسا وتركيا وجورجيا.

وفي مؤتمر صحافي مشترك بين الزياني ونتنياهو وبومبيو، شدد الوزير الأميركي على أن "ما أنجزته إسرائيل والبحرين والإمارات سيعزّز عزل إيران في المنطقة".

وبينما دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. نايف الحجرف الولايات المتحدة إلى عدم الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، بعد قرار «البنتاغون» خفض القوات في العراق وأفغانستان، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على إيران، شملت وزيراً ومؤسسة تابعة للمرشد الأعلى علي خامنئي.

على صعيد متصل، وفي اقتراح إيراني موجه إلى بايدن الذي قال إنه قد يعود إلى الاتفاق النووي مع إيران، تعهد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالعودة تلقائياً إلى الالتزامات الواردة في الاتفاق، في حال رفع الرئيس المنتخب العقوبات التي فرضها سلفه دونالد ترامب بعد انسحابه منه قبل عامين.

وقال ظريف إن رفع العقوبات لا يحتاج الى أي شروط أو تفاوض ويمكن تنفيذه ببضعة أوامر تنفيذية من الرئيس. وكانت طهران طالبت سابقاً بتعويضات عن الضرر الذي تسبب فيه خروج ترامب من الاتفاق، وبضمانات لعدم تكرار ما حدث قبل الحديث عن العودة إلى الاتفاق.

من ناحيته، دعا رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، السفير الأسبق لدى واشنطن الأمير تركي الفيصل الرئيس بايدن إلى عدم العودة للاتفاق، والعمل من أجل التفاوض على آخر جديد، على أن يشارك أصدقاء وحلفاء أميركا في المنطقة بالمفاوضات لضمان احترام مصالحهم الاستراتيجية.

وفي فيينا، أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، بأن إيران بدأت تضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم UF6 في أجهزة طرد مركزي جديدة من طراز "آي آر 2 إم" تم تركيبها في منشأة نطنز، في أحدث انتهاك لاتفاقها النووي مع القوى الكبرى.