أقامت السفارة الأميركية في الكويت، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عرضا ومناقشة للفيلم الوثائقي الكويتي "معركة السماء والأرض: العاصفة والدرع" على تطبيق زووم، شارك فيها الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل، والسفيرة الأميركية الينا رومانوسكي، والعميد دراين سلاتن من سلاح الجو الأميركي، والمخرج وكاتب السيناريو د. علي حسن، وأدار الفعالية الملحق الثقافي للسفارة نيلسون وين.في البداية، قال نيلسون وين: "برنامج عرض ومناقشة الفيلم يأتي في إطار احتفالية السفارة الأميركية بالذكرى الثلاثين لتحرير الكويت، ويعكس صلابة العلاقة الكويتية الأميركية، وهو ما يدفعنا إلى استضافة عدد من الفعاليات حتى 26 فبراير المقبل"، داعيا الجمهور إلى متابعتهم عن طريق صفحة السفارة على "إنستغرام" لمعرفة المزيد من التفاصيل.
فعاليات مميزة
ووجهت السفيرة رومانوسكي شكرها إلى العبدالجليل، مضيفة: "أعبر عن خالص امتناني للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعم العلاقات الثقافية بين الكويت والولايات المتحدة، والتي تمتد إلى أكثر من 100 عام"، وتابعت: "في الأشهر المقبلة سنحتفل بالذكرى الثلاثين، ولدينا العديد من الفعاليات في تلك الذكرى المميزة بالشراكة مع حكومة الكويت".وتحدثت عن الفيلم، قائلة: "د. علي حسن قدم عملا رائعا استند إلى بحث دقيق، حول الأسباب التي أدت إلى غزو الكويت، وكيفية نشوء التحالف الدولي لتحرير البلاد، ويوضح الفيلم بشكل كبير ما قدمه الكويتيون والأميركيون، وما يستطيعون تقديمه معا كشعبين في وقت الأزمات، وعلى الشعب الكويتي أن يفخر بما قدمه للوطن منذ التحرير، وعلينا الفخر والاعتزاز بالعلاقة التي تجمعنا".طاقات فنية
من جانبه، ذكر العبدالجليل: "أبدي اعتزازي وتقديري لسفارة الولايات المتحدة في الكويت، وعلى رأسها السفيرة رومانوسكي. الحقيقة هذا العمل للمخرج المبدع د. علي حسن يؤكد بالفعل أن لدينا طاقات فنية وإبداعية كويتية خليجية عربية متميزة، قادرة على أن ترتقي بصناعة السينما والأفلام والبرامج إلى مستوى رفيع ومشرف، وأحيي هذا الجهد الكبير لسفارة الولايات المتحدة، والذي قرب المسافات وصنع مزيدا من التقارب في العلاقات المتميزة على الصعيدين الثقافي والفني".وحول الفيلم، أضاف: "تتجلى فيه خبرة مكتسبة بالإنتاج وإخراج الأفلام الوثائقية الكثيرة للمخرج د. علي حسن، مكنته من التميز في هذا العمل، وإظهار إبداعات جمة، وسبق للمجلس الوطني أن منحه جائزة مهرجان الكويت السينمائي في 2017، عن فيلم الشهيدة أسرار القبندي، وجائزة أخرى في مهرجان الكويت السينمائي عن فيلم سنة 1991، إذن هذا هو دور المجلس الوطني، وسيستمر دائما في تشجيع ودعم المبدعين والفنانين الكويتيين والخليجين والعرب".واستعرض الجوانب الفنية للفيلم، مشيرا إلى أن أعمال الجرافيك خدمت الفيلم كثيرا، أما من ناحية الرؤية الإخراجية والغايات والعبر فقد كانت ذات قيم سامية وكبيرة، والموسيقى التصويرية والتأثيرات الصوتية كانت جيدة جدا.الذكرى الثلاثون
وأشار العميد سلاتن إلى أن الفيلم الوثائقي سلط الضوء على الجهود التي من الصعب عرضها كلها، لكنه عرضها بشكل مختصر وناجح، وأيضا يظهر محطات صعبة في التاريخ الكويتي، والحمد لله على التنسيق والتعاون، إذ لم تكن هناك خسارة كبيرة في هذه الحرب.تفاصيل الغزو
بدوره، أكد د. علي حسن أنه "منذ 1991 حتى الآن لا يوجد عمل يوثق تفاصيل الغزو العراقي الغاشم على الكويت من شهود العيان أنفسهم"، معربا عن بالغ سعادته لعرض فيلمه في السفارة الأميركية بالكويت، والتي لم تعرض إلا أفلاما أجنبية، وأضاف: "أحببت أن أعرض شيئا جديدا في هذا الفيلم".وأفاد بأنه قام بدراسة كبيرة ليبين للجمهور أن معركة تحرير الكويت لم تكن درع الصحراء، بل إن عاصفة الصحراء هي المعركة الحقيقية لتحرير الكويت، متابعا: "وضعنا النقاط على الحروف، وأظهرنا كيف تمت عملية عاصفة الصحراء، وكيف تم اختيار الطيارين، فقد تواصلنا مع قائد سلاح الجو جورج كورنن، وأبدى استعداده للمشاركة، ولأول مرة منذ 30 عاما منذ تحرير الكويت أعطى تصريحا، وأيضا قمنا بمقابلة الجنرال جيسي جونسون قائد القوات الخاصة الأميركي، والذي لعب دورا كبيرا في مد المعلومات الخاصة للطيارين".وأوضح أن الفيلم أبرز الأبطال الكويتيين صقور الجو الكويتي الذين طاروا لأول مرة بواسطة طائرات "السكاي هوك"، و"الميراج" تحلق من الشوارع الرئيسية، وأيضا رصد الفيلم ما قاله جاك كورنن بانه لولا بسالة القوة الجوية الكويتية لما استطاع موكب الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، أن يصل إلى الخفجي ويدخل الأراضي السعودية.وأشار إلى أن الفيلم أوضح الدور الذي قامت به جمهورية مصر الشقيقة عن طريق عمرو موسى، الذي كان وقتها مندوبا لمصر في الأمم المتحدة، موضحا أن الفيلم بين كيفية تجهيز ودخول القوات الكويتية في عاصفة الصحراء، من 2 أغسطس حتى يناير، ولفت إلى أنه في فبراير كانت عاصفة الصحراء قد حررت الكويت تماما، ولكن في انتظار دخول القوات البرية.