أكد الفنان التشكيلي وليد الناشي أن "الكولاج" من الفنون الرائعة التي تجعل الشخص يُطلق العنان لإبداعاته إلى أقصى الحدود. وأوضح أن هذا الفن يتطلب مجموعة من المهارات المختلفة، للتعبير بشكل شامل عن الأفكار الفنية، باستخدام الورق والقصاصات، والألوان، وتركيبها على بعضها البعض بشكل مميز ومبدع.ولفت إلى أن "الكولاج" من الفنون التشكيلية الحرفية، ويُعد من الوسائط التعبيرية الفنية الحديثة التي تستخدم خامات فنية، حيث "يمكنك تكوين رؤيتك الشخصية باستخدام الأكليريك أو الألوان الزيتية"، مبينا أنه أحب هذا الفن كهواية، ويريد من خلال فنه أن يوصل رسائل للشباب والجيل الذي يسبقه إلى أهمية الهواية لكل فرد منا، وأن تلك الهواية من الممكن أن تكون دافعا للحماية للشباب والإنسان من الأمور السلبية التي تعترضه.
وأشار إلى أنه من الممكن أن تتحول الهواية إلى مهنة أو حرفة، في حالة إجادتها بصورة احترافية، وتكون مصدر رزق. وأضاف أن الفنان عندما يرسم يتطرق في فنه إلى جميع الظواهر الموجودة بمجتمعه، سواء كانت إيجابية أو سلبية، لافتا إلى أن الفنان يعزز الفكرة ويطرحها عن طريق رؤيته الفنية، وتكوين رؤية شخصية مختلفة لرسمها بأسلوب إبداعي خاص به.وأكد الناشي أن لديه اهتماما كبيرا بالتراث، وأن عنده شغفا كبيرا بالتواصل مع التراث، والمزج بين الأصالة والمعاصرة، تغلفها الألوان، "لدي حب لنقل التراث من الجيل القديم إلى الجيل الحالي، وأعتبر نفسي مثل حلقة الوصل، وحين أنقل التراث لا أنقله بالشكل فقط، لكن بالعادات والتقاليد وترابطه". وقال إن الأعمال التراثية والصور القديمة تمثل مصدر إلهامه، "هي التي تشدني، خصوصا الألوان الترابية للبيوت القديمة، والبحر، والمراكب، وأي فكرة، حتى لو كانت حديثة ترتبط بالماضي".
حرفة صعبة
ولفت الناشي إلى أن هناك قلة في فناني الكولاج بالكويت والوطن العربي، نظرا لصعوبته، لأن الخامة هي التي تتحكم في الفنان، كذلك فإن تجميع القصاصات الورقية دقيق، ويحتاج إلى ذائقة بصرية، والخامات المستخدمة في بعض الأحيان لا تتوافر، إضافة إلى صعوبة المواضيع التي تُطرح بفن الكولاج، فالفنان الذي يرسم بالألوان الزيتية يستطيع أن يرسم خمس لوحات في الشهر. وبيَّن أن فن الكولاج يعطي نتائج قوية تدهش الفنان نفسه عند انتهائه من عمله الفني، "فنان الكولاج لديه القدرة على توظيف تلك الورقة المهملة والملقاة، وتجميعها وإلصاقها يدويا على قطعة قماش، وربطها، لتكون في النهاية موضوعا فنيا جميلا، بسبب دقة الفنان وتمكنه". وقال الناشي إنه وجد طريقه في هذا الفن، "فن الكولاج يحتاج إلى صبر ومثابرة، ووجدت هذا الصفات متوافرة بي، كما أحببت أن أكون متميزا بمجال آخر من الفنون التشكيلية غير الرسم بالألوان الزيتية، فوجدت أن الكولاج يحقق ما أصبو إليه وأتمناه، ولاحقا شاركت في مهرجان القرين، وحصلت على جائزة عيسى صقر للإبداع بهذا الفن الراقي في أول معرض شاركت فيه، وكان ذلك دافعا كبيرا لي للاستمرار والتخصص في مجال الكولاج، وتكثيف قراءاتي وأبحاثي عنه، وهمي الكبير تطوير هذا الفن".الموهبة
وأكد أن الموهبة وحدها لا تكفي في العمل بالمجال الفني، وأن العمل والتدريب أهم كثيرا من الموهبة، لافتا إلى أنه عاصر من هم أمهر منه في المجال الفني، بسبب موهبتهم، لكنهم توقفوا ولم يستمروا، لأنهم لم يقوموا بتطوير موهبتهم.وأشار إلى أن تطوير الموهبة يكون عن طريق المشاركة في الورش والدورات، والاطلاع، وتبادل الخبرات، وأيضا المشاركة في المعارض المحلية والدولية، ومتابعة أعمال الفنانين. وأضاف الناشي أن بعض الفنانين تكون موهبتهم قليلة، لكن مع التدريب المستمر يصقلونها، ويصلون فيها إلى الاحتراف، ومن ثم يشقون طريقهم الفني.