تشهد القاهرة حالياً حالة من الرواج على مستوى أنشطة قاعات الفنون التشكيلية، بعد فترة توقف دامت نحو أربعة أشهر بسبب جائحة كورونا التي فرضت إغلاقاً لكل الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية في البلاد، حيث جرى افتتاح معرض للفنانة شيماء محمود، حظي بإقبال كبير من جانب المهتمين بالفن التشكيلي.

Ad

غاليري «المشربية»

تحت عنوان "انتصار الغريزة على التاريخ"، افتتح غاليري "المشربية"، قبل أيام, معرضاً فنيا تحت عنوان "الأربعة"، يضم أربعة فنانين تشكيليين هم شيماء محمود، وسامي البلشي، وياسر جاد، وإبراهيم البريدي.

في هذا المعرض، تقدم الفنانة شيماء محمود أحدث تجاربها التي تحمل مضمون "إنهن غير أحياء" عبر مجموعة من اللوحات الفنية التي تناقش من خلالها قضايا المرأة، فنجد بعض بطلات الأعمال تقليديات، والبعض الآخر مصورات من خلال جمالهن الأنثوي، بألوان تقليدية وأسلوب حديث في آن واحد، مع محاولة لتوظيف العلامات والكتابات كمفردات مصاحبة للشخصيات النسائية.

في الوقت ذاته، هناك وحشية لبعض بطلاتها اللواتي يرتدين الزهور ويسيطر الوشم على أجسادهن بخلاف الحيوانات المحيطة بهن والتي لها دور كبير كرموز للحرية، ففي أوقات تكون النساء حاميات للحيوانات، وفي أحيان أخرى تكون الحيوانات وصية عليهن.

في موازاة ذلك، يحتفي قطاع الفنون التشكيلية المصري بالفنان الكبير حسن الأعصر، من خلال إقامة معرض استعادي لأعماله بمركز سعد زغلول الثقافي وسط القاهرة وبحضور كوكبة من الفنانين والنقاد، ويصاحب المعرض عدد من الملتقيات الحوارية والنقدية والبحثية.

من جانبه، قال رئيس القطاع الفنان خالد سرور، إن "حسن الأعصر أحد رموز الحركة التشكيلية المعاصرة وأسهم بفنه في إثراء المشهد التشكيلي، لا سيما في مجال فن الحفر الذي أبرز تفرده في تقنياته وإنتاجه الفني المتنوع والثري مع تعدد فروع موهبته لتشمل مجالات فنية أخرى منها الرسم والتصميم والفوتوغرافيا والنحت، بجانب رسالته الأكاديمية التي وهب لها وقته وجهده لنقل علمه وخبراته إلى أجيال متعاقبة، فهو نموذج يُقتدى به في شخصية المُبدع الحقيقي ودوره ورسالته".

تجربة مميزة

بدوره، قال مدير مركز سعد زغول الثقافي، الفنان مجدي عثمان، "إن تجربة الأعصر مميزة ومختلفة وتستحق التأمل والتبصر، وذلك من خلال أعمال تُعرض للمرة الأولى منذ الخمسينيات ومشروع التخرج لآخر دفعة حصلت على دبلوم الفنون التطبيقية، وحتى التجارب الحديثة زمناً، مع مجموعة من التوثيقات لأعمال جدارية داخل وخارج مصر".

يشار إلى أن حسن الأعصر وُلد في عام 1935، ودرس في معهد ليوناردو دافينشي بقسم التصوير دراسة حرة مسائية خلال الفترة من عام 1951 إلى 1953، وحصل على دبلوم كلية الفنون التطبيقية عام 1959، ودبلوم التصوير من أكاديمية أوربينو بإيطاليا، ودبلوم الدراسات العليا التخصصية في فني الإعلان والكتاب 1974.

وتدرج الأعصر أكاديمياً حتى رأس قسم التصوير الضوئي والطباعة في كلية الفنون التطبيقية (1991-1995)، وترأس مجلس إدارة أتيليه القاهرة (1995-1996)، وله معارض خاصة ومشاركات فنية في مصر وخارجها، كما نال خلال مسيرته العديد من الجوائز، منها: الجائزة الأولى في المعرض الأول للفن التطبيقي عام 1964، وجائزة الريشة الذهبية من متحف الفن المصري الحديث عام 2016، وأدرج اسمه ضمن موسوعة الشخصيات البارزة الصادرة من الهيئة العامة للاستعلامات، وله مقتنيات رسمية ولأفراد في القاهرة وإيطاليا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات.