بالتزامن مع لقاء هو الأول من نوعه منذ 6 أشهر بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في خطوة يبدو أنها رسالة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، قام أمس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في جولة غير مسبوقة لدبلوماسي أميركي رفيع المستوى، وُصفت على أنها «آخر هدية» من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى حليفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بزيارة مستوطنة بساغوت اليهودية قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلّة، وتوجه لاحقاً إلى مرتفعات الجولان.
أول لقاء
وبعد يومين على إعلان السلطة الفلسطينيّة، استئناف التنسيق والعلاقات مع الجانب الاسرائيلي، التقى أمس، مسؤولون إسرائيليّون وفلسطينيّون في رام الله، وحضر عن الجانب الإسرائيلي منسق الحكومة في الأراضي المحتلة كميل أبوركن ومسؤول الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ.ونقلت قناة «مكان» الاسرائيلية عن مصادر،أن الطرفين ناقشا الخطوط العريضة لإعادة العلاقات.وأفادت القناة الإسرائيلية بأنه «للمرة الأولى، فإن السلطة الفلسطينية أبلغت دبلوماسيين غربيين بأنهم مستعدون لتغيير القانون الخاص بدفع رواتب الأسرى».وكجزء من التغيير المخطط له، لن تحصل عائلات الأسرى على رواتبهم بناءً على عدد أفراد الاسر ومدة الحكم، بل المزايا على أساس الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة وعدد الأشخاص.والثلاثاء، استأنفت السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل وعادت لتسلم أموال الضرائب».بومبيو
إلى ذلك، زار وزير الخارجية الأميركي مصنعاً للنبيذ في بساغوت، أطلق أحد اصحابه على نبيذه «بومبيو»، فأصبح أول وزير خارجية أميركي يزور مستوطنة إسرائيلية.ووصل بومبيو إلى مكاتب المصنع التي تقع في المنطقة الصناعية في مستوطنة «شاعر بنيامين»، تحت حراسة عسكرية مشددة.ووصف بومبيو الحملة العالمية ضد إسرائيل التي يطلق عليها BDS بأنها «سرطان» وستصنفها واشنطن بأنها معادية للسامية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن بلاده ستصنف الصادرات الإسرائيلية من مستوطنات الضفة على أنها «إسرائيلية».وقال: «سيطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة وسم البضائع باسم إسرائيل أو منتج إسرائيلي، أو صنع في إسرائيل، وذلك عند التصدير للولايات المتحدة».وأكد أن التعليمات الجديدة تنطبق و»بشكل أساسي» على المنطقة المصنفة (ج)، وهي جزء من الضفة الغربية تسيطر عليه إسرائيل بالكامل وتسكنها أغلبية من المستوطنين.وتعتبر إسرائيل حركة المقاطعة تهديداً استراتيجياً وتتهمها منذ فترة طويلة بمعاداة السامية، ويسمح قانون صدر في عام 2017 لإسرائيل بحظر الأجانب الذين لهم صلات بحركة المقاطعة.BDS
ورفضت BDS أمس، إعلان بومبيو، وقالت في بيان «نرفض بشكلٍ مبدئي ومتّسق جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك العنصرية ضد اليهود».وأكدت «أن تحالف ترامب ـــ نتنياهو المتطرف في عنصريته وعدائه للشعب الفلسطيني يخلط عمداً بين رفض نظام الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين والدعوة لمقاطعته من جهة والعنصرية المعادية لليهود كيهود من جهة أخرى».وبعد زيارته للمستوطنة، زار وزير الخارجية الأميركي الجولان. وكان بومبيو قال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نتنياهو، في مدينة القدس: «اليوم سأحظى بفرصة لزيارة مرتفعات الجولان».والعام الماضي، اتخذت إدارة ترامب قراراً مثيرًا للجدل بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري التي احتلته اسرائيل عام 1967.وأضاف بومبيو أن «مجرد الاعتراف بهذه المنطقة كجزء من إسرائيل كان قراراً اتخذه الرئيس ترامب وهو مهم تاريخياً وببساطة اعتراف بالواقع».ولم يجتمع بومبيو مع أي من القادة الفلسطينيين، الذين استنكروا بغضب الزيارة لمصنع نبيذ بساغوت.واعتبر المجلس الوطني الفلسطيني أن هذه الزيارة «سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، وتحدٍّ أميركي سافر لقرارات الشرعية الدولية». وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس «زيارة بومبيو لأراض محتلة هو مشاركة فعلية في هذا الاحتلال وهي زيارة مدانة ومرفوضة».وتظاهر عشرات الفلسطينيين، حمل بعضهم العلم الفلسطيني مقابل بساغوت، وألقوا الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتمركزون عند مدخل المستوطنة، كما أشعلوا الإطارات. ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية بزيارة بومبيو للجولان وقالت إنه «ساوى من دون وجه حق بين الدعم السلمي لمقاطعة إسرائيل ومعاداة السامية».وتندرج زيارة بومبيو إلى إسرائيل ضمن جولة أوروبية وشرق أوسطية قادته إلى باريس وتركيا وجورجيا، فيما يمكن أن تعتبر جولته الأخيرة وهو في منصبه.التأهب شمالاً
ميدانياً، تشهد مرتفعات الجولان المحتل والمنطقة الشمالية لإسرائيل، حال تأهب عسكري، بعد الغارات الجوية الإسرائيلية ضد 8 أهداف عسكرية سورية وإيرانية نوعية في سورية، أمس الأول، التي أسفرت عن مقتل 11 بينهم جنود سوريون ومقاتلون إيرانيون.وتسعى إسرائيل لتكريس معادلة جديدة مع سورية وإيران، بعد عثورها على 3 عبوات إيرانية الصنع ذات قدرات تدميرية كبيرة في منطقة يدخلها جنودها جنوب الجولان.وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس، إن «الوحدة التي زرعت العبوات في الجولان هي الوحدة 840 الموجهة من فيلق القدس الإيراني»، مضيفاً أن «هذه الوحدة تعمل سراً في سورية وتخطط لإنشاء بنية تحتية إرهابية خارج إيران، وهي تعمل ضد أهداف غربية ومعارضة».كما نشر الجيش الإسرائيلي أيضاً صوراً للمواقع التي استهدفها في سورية، وقال إن إيران تستخدمها كمواقع عسكرية.