ديننا الإسلامي الحنيف ليس مقصوراً على أداء العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج فقط، إنما هو دين معاملات وأخلاق، يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ففي محاضرة للشيخ علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ذكر فيها أن نسبة الأخلاق والمعاملات في الإسلام 95% والباقي 5% للعبادات.يقول الإمام محمد عبده "عندما زرت الغرب رأيت إسلاماً ولم أر مسلمين". تذكرت مقولة الإمام محمد عبده التي قيلت منذ قرن وأكثر عندما استمعت إلى دراسة بريطانية أعدها الباحث البريطاني "بول هسفورد" ونشرت في صحيفة بريطانية، تدور الدراسة حول تعاليم وقيم وآداب الإسلام المطبقة في أغلب دول العالم المذكورة في القرآن.
اكتشف "بول هوسفورد" في دراسته أن إيرلندا هي البد الأكثر تطبيقا لتعاليم القرآن الكريم على مستوى دول العالم والدولة الثانية هي الدنمارك ثم السويد في المرتبة الثالثة، وشمل البحث 208 دول غابت فيها الدول ذات الغالبية الإسلامية من السكان عن قائمة أفضل 25 بلداً تطبيقا للإسلام.وأتت ماليزيا في المرتبة الـ33 لكنها احتلت المرتبة الأولى للدول ذات الغالبية الإسلامية، أما بالنسبة إلى الدول العربية فقد حلت الكويت في المرتبة الـ48 متبوعة بالبحرين في المرتبة الـ61 والإمارات في 64، في حين جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الـ93 وقطر في المرتبة الـ111 في حين كان السودان آخر القائمة حيث حل في المرتبة 190.سؤال يطرح نفسه: أتدرون لماذا الدول العربية والإسلامية لم تحصد المراكز الأولى في الدراسة؟ لأننا جعلنا العبادات بنسبة 95% و5% للمعاملات والعكس هو الصحيح.لنذكر بعض الأمثلة من واقعنا المعاصر "المر":* أحد الرجال المسلمين دائما تجده في الصفوف الأولى في المسجد ويستغل انتظار الصلاة في قراءة القرآن الكريم، هذا الرجل تجده للأسف يستغل وظيفته بالاستيلاء على المال العام ويتاجر بالإقامات ويتعامل بالربى وهذا غيض من فيض.* رجل مسلم محافظ على جميع العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وحفظ للقرآن الكريم، لكنه للأسف يشهد زوراً ويظلم الضعفاء ويأكل حقوق الآخرين بغير وجه حق وقاطع للرحم.* وهناك مسلمون يتعاملون بالربى ويشربون الخمر ويتعاطون المخدرات ويتعاملون بالرشوة ويأكلون أموال الورثة بغير وجه حق ويقاتل بعضهم بعضا.لا أريد الاسترسال في ذكر أمثلة "تفشل" عن عالمنا العربي والإسلامي، بل أدعو الله سبحانه وتعالى أن يهدينا لفهم دينه فهماً صحيحاً، كما فهمه السلف الصالح من قبلنا، وأن نطبق جميع تعاليم الإسلام في سائر حياتنا، لتعود النسبة كما كانت سابقاً 95% للأخلاق والمعاملات و5% للعبادات، اللهم آمين.* آخر المقال:يقول الشاعر أحمد شوقي:وإنما الأمم الأخلاق ما بقيتفإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
مقالات - اضافات
متى نصبح مثلهم؟!
20-11-2020