في البداية، قال أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة الكويت د. عماد خورشيد إن التعليم عن بعد يعتبر فترة مؤقتة ولا يسد مكان التعليم التقليدي، مؤكدا أن التعليم يحتاج الى تواصل مباشر بين الأستاذ والطالب، وخصوصاً في التخصصات العلمية التي تحتاج الى دروس عملية ومختبرات تستوجب التطبيق العملي للطالب داخل الجامعة.وأوضح خورشيد أن تطبيق التعليم عن بعد خلال هذه الفترة جاء بسبب تفشي جائحة كورونا، حيث لا يوجد بدائل أخرى للتعليم سواه ويعتبر الخيار الأنجح في هذه المرحلة، التي لا يمكن فيها توقيف العملية التعليمية لمدة أطول، مما يترتب عليه مشكلة كبيرة في المستوى التعليمي والأكاديمي، إذا ظل الطلبة بلا تعليم حتى انتهاء فترة كورونا، مضيفاً أن الكثير من الدول في العالم تحاول جاهدة إعادة التعليم التقليدي، لما يترتب عليه من زيادة في مستوى الطلبة وتخريج جيل فاهم في تخصصه.
وأشار إلى ان الكثير يعتقدون أن التعليم عن بعد اقل مجهودا على الأستاذ من التقليدي، الا انه بعد التجربة نجد ان الجهد مضاعف، وخاصة مع الاختبارات والواجبات للطلبة، وتخصيص ساعات للطلبة للرد عليهم ومتابعة استفساراتهم عبر التراسل الالكتروني، موضحا أن عمل الاختبارات يحتاج الى جهد كبير من الأستاذ ومراجعة مستمرة حتى لا تكون هناك أخطاء يصعب تعديلها.من جهته، قال رئيس قسم دراسات المعلومات ورئيس لجنة التعليم عن بعد بكلية العلوم الاجتماعية د. سلطان الديحاني ان تجربة التعليم عن بعد هي تجربة كنا ننادي بها منذ سنوات بأن يكون التعليم الالكتروني جزءاً من الحياة الجامعية وان تكون بعض المقررات الكترونية ويسمح للطالب بالتسجيل كحد أقصى مجموعة مقررات طوال فترة دراسته كما هو معمول به مع المبتعثين، موضحا انه بشكل عام كانت التجربة الحالية ناجحة ولكن فيها بعض المشاكل مثل قلة التفاعل وهذي تحتاج إلى تدريب أكثر وتطبيق أساليب تدريس تتناسب مع التعليم عن بعد. أيضا هناك حاجه لتقليل الاعتماد على الاختبارات وترك الحرية للأساتذة لاستبدالها بوسائل تقييم اخرى، بالاضافة الى أن هناك مشكلة الغش والتي ترتبط في الامتحانات بشكل اكبر، وأعتقد أن قرار عدم فتح الكاميرا أثناء المحاضرات هو قرار يجب تعديله لانه يضعف التفاعل بين الأستاذ والطالب.وبين د. الديحاني اننا نحتاج إلى تكييف المقررات العملية قدر الإمكان مع التعليم عن بعد واذا كان من الصعوبه تحقيق ذلك بسبب طبيعة المقرر فإنه يجب حضور مختبرات المقررات العملية بشكل فعلي مع تطبيق الاشتراطات الصحية وهذا حل مناسب اذا كانت طبيعة المقرر ومتطلباته لايمكن تحقيقها من خلال التعليم عن بعد.واشار د.الديحاني أنه بشكل عام وللفصول القادمة انا مع النظام الهجين، فيمكن تقسيم المقرر إلى محاضرات «أونلاين» ومحاضرات مباشرة، مبينا ان التعليم عن بعد مناسب للظروف الطارئة ولكن هو غير مناسب لفتره أطول.من جانبه، قال أستاذ الطب المساعد بجامعة الكويت د. هشام الرويح إن الدراسة عن بعد لا يمكن ان تحل مكان التعليم التقليدي، خاصة أن الطالب في الكليات الطبية يحتاج الى تطبيق عملي أكثر من باقي الكليات، وخاصة الكليات الحياتية، مضيفا أن نظام التعليم في جامعة الكويت يعتمد على التعليم التقليدي، وأن الدراسة عن بعد جاءت بسبب ظروف جائحة كورونا.ولفت د. الرويح إلى قلة الإمكانيات، التي قدمتها الجامعة، وخصوصاً عدم توافر الكاميرات والميكروفونات للأساتذة، الامر الذي اضطرهم الى شرائها من أموالهم الخاصة، حتى ان بعض الأساتذة قاموا بعمل استديو خاص بهم لتقديم دروسهم للطلبة، حرصا منهم على تقديم دروس ذات مستوى عالٍ.ودعا الرويح، في حال استمرار التعليم عن بعد خلال العام الدراسي المقبل، إلى تلافي المشاكل التي حصلت خلال الفصل التكميلي الثاني والفصل الصيفي الاستثنائي.وقال أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة الكويت د. حمد الروغاني، إنه لم يجد أي صعوبة في تطبيق التعليم عن بُعد بجامعة الكويت، خصوصا مع تطور وسائل التعليم وتفعيلها بشكل كبير، موضحا أنه تفادى جميع المشاكل التي واجهته، لاسيما بشأن المختبرات من خلال تكليف الطلبة بعمل تجارب منزلية للدروس. وبيّن د. الروغاني أنه يفضل استمرار التعليم عن بُعد، خلال الفترة المقبلة، خصوصا للاساتذة الذين يحصلون على مهمات علمية، وكذلك خلال فترة الأمطار والإجازات الطارئة، حتى لا يضيع على الطلبة حقهم الدراسي.
محليات - أكاديميا
أساتذة الجامعة: التعليم عن بعد ليس بديلاً عن التقليدي
22-11-2020