عويا
وين ما تطقها عويا، هذا حال الكويت اليوم... في السياسة أيّدت المحكمة الإدارية شطب تسجيل عدد من المواطنين المتقدمين لانتخابات المجلس المقبل، وكانت التهمة "المساس بالذات الأميرية"، واعتبرت المحكمة أن الأحكام الصادرة ضد هؤلاء تلتصق آثارها بالمتقدمين بـ "غراء" لا يمكن فصلها حتى لحظة حشرهم في القبر حسب القانون، أما الكلام عن عدم جواز سريان رجعية قوانين الجزاء، وهذا معيار عالمي، أي أن النص الجزائي يحكم بأثر فوري ولا يمتد إلى الماضي، فهذا لا مكان له عند المشرع الكويتي الذي أقر هذا القانون عام 2016، "فنحن غير" بقية العالم حسب مقولة مأثورة لأحد المسؤولين في يوم ما، والذي تفرّد علينا بحكمته الشهيرة "احنا غير". لا يبدو أن حكم الشطب هذا سيتغير في "الاستئناف" أو "التمييز"، فالمحكمة العليا أيّدت هذا الحكم أيضاً في عام 2016، ولكم العوض، نقولها للمشطوبين، وللشكل الديمقراطي للبلد.في عالم الاقتصاد والمال، الخراب قادم، شئتم أم أبيتم، وسواء وصمتم هذا الكلام المعاد بالتشاؤم، أم وصفتموه بالواقعي، جملة إيرادات الدولة حسب بيانات وزارة المالية في موازنة السنة المالية المنتهية في مارس الماضي 7.502 مليارات و"شوية فكه"، أما إجمالي المصروفات فاضربوا رقم الإيرادات في ثلاثة يكون الناتج هو الجواب تقريباً، هذا بتقدير سعر البرميل بـ 30 دولاراً، ولن تحدث معجزات ليصل سعر البرميل إلى نقطة التعادل 80 دولاراً قبل استقطاع حصة الأجيال الضائعة، أما الثرثرة عن هذا الاستقطاع من عدمه فهو "رغو" لا فائدة منه.
أين نذهب؟ "ووين نولي"؟ لا جواب لا عندي ولا عند الرفاق "المرتزين" بصورهم "ببوزات" تظهرهم كحكماء التاريخ في جرائد اللون الواحد والخبر الواحد والاجترار الفكري الواحد... وين ما تطقونها عويا... لا تتعبوا أنفسكم... لا عليكم سوى انتظار حل مشكلة الخدم الذين خرجوا إلى بلدانهم ولم يعودوا.