بعد الزلزال السياسي الذي أحدثه في الداخل الأرمني، الاتفاق الثلاثي بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا لوقف إطلاق النار في إقليم ناغورني كاراباخ، والضغوط الكبيرة على رئيس الوزراء نيكول باشينيان لإعادة التفاوض على بعض شروط هذا الاتفاق، أجرى وفد روسي بقيادة وزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو، زيارة إلى أرمينيا، أمس، عنوانها المعلن «استكمال البحث في تفاصيل الاتفاق»، وجوهرها، حسب مراقبين، إفهام الحليف الأرمني بأن الاتفاق هو أفضل الممكن حسب توازن القوى الحالية، وأن موسكو، وإن كانت ستحافظ على تعهدها التاريخي بحماية أرمينيا، فإنها مصمّمة على أكثر على حماية تفوقها في جنوب القوقاز، ولو تطلب ذلك تضحيات أرمنية.وفي وقت لاحق، زار الوفد الروسي باكو، وطالبها، حسب مراقبين، بأن تبقى «واقعية» في ترجمة الانتصار الميداني وتعتمد المرونة القصوى بخصوص مواعيد الانسحاب الأرمني من المناطق السبع التي كانت تحتلها وتعتبرها درعاً واقية لكاراباخ، والتي انسحب الجيش الأرمني بالفعل من 5 منها كان آخرها منطقة أغدام على أن تتسلم منطقتي كلبجار في 25 نوفمبر ولاشين في الأول من ديسمبر.
يريفان
وفي يريفان، أجرى الوفد الروسي محادثات مع رئيس الوزراء نيكول باشينيان والرئيس أرمين سركيسيان ووزير الدفاع فاغارشاك هاروتيونيان، وبحثوا مسائل تتعلق بدعم السلام في كاراباخ واتخاذ جميع التدابير لدعم استقرار الإقليم.وأكد وزير الدفاع الروسي لباشينيان «مهمتنا الرئيسية هي منع إراقة الدماء. هذه هي المهمة التي وضعها قائدنا العام الرئيس فلاديمير بوتين، ونعتزم تحقيقها».من جانبه، أمل رئيس الوزراء الأرمني، الذي كان يدعو إلى التقارب مع أوروبا والغرب على حساب موسكو «في أن نتمكن من تعزيز التعاون مع روسيا ليس فقط في المجال الأمني، لكن أيضاً في المجالين العسكري والتقني».وأشار شويغو خلال لقاء هاروتيونيان، إلى عودة أكثر من 7 آلاف نازح إلى منازلهم في كاراباخ، داعياً نظيره الأرمني لتنظيم رقابة صارمة على الالتزام بنظام وقف النار في كاراباخ لتجنب الاستفزازات. ووقع هاروتيونيان وشويغو حزمة من الوثائق التي تنظم أنشطة وحدة حفظ السلام الروسية في كاراباخ.لافروف
وفي ختام زيارة يريفان، أعلن لافروف في مؤتمر صحافي، أن لقاءات الوفد الروسي ركّزت على ضمان «التنفيذ الدقيق والكامل للبيان الصادر عن زعماء روسيا وأرمينيا وأذربيجان في 9 نوفمبر». وأضاف أن الجانبين الروسي والأرمني «شددا على أن محاولات التشكيك في هذا البيان، سواء أكان ذلك داخل البلاد أو خارجها غير مقبولة».وفي باكو، التقى الوفد الروسي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. وخلال اللقاء الذي حضره أيضاً وزير الدفاع الأذربيجاني ذاكر غسانوف، عبّر شويغو عن ثقته بأن نظام وقف النار في كاراباخ سيستمر الالتزام به مستقبلاً.وقال: «لم يمض الكثير من الوقت منذ البيان التاريخي، لكن قوات حفظ السلام أتمت انتشارها في المواقع المحددة لها، وهي 23 نقطة مراقبة. سيطرت تلك القوات على الطرق السريعة الرئيسية لضمان الأمن على خط التماس، وبدأت عودة اللاجئين». وتابع: «العمل الذي قمنا به حتى الآن يعطي نتائجه».من جانبه، أكد علييف أن بيان التسوية يتم تنفيذه بنجاح، معتبرا ذلك دليلاً على استعداد باكو لوضع الحد للنزاع مع يريفان.أكار
وفي إسطنبول، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الأول، إن قوات بلاده ستتوجه قريبا إلى أذربيجان لمراقبة وقف النار في كاراباخ، مشيراً إلى أن القوات البرية أكملت تحضيراتها في ذلك الإطار.جدير ذكره، أنه في 17 نوفمبر، وافق البرلمان التركي على مرسوم الرئيس رجب طيب إردوغان، بشأن إرسال عسكريين إلى أذربيجان بهدف المشاركة في مهمة روسية - تركية لمراقبة وقف النار في كاراباخ.«مرتزقة فرنسيون»
في سياق آخر، تقدّمت السفارة الأذربيجانية في باريس، أمس الأول، بشكوى لدى السلطات القضائية من أجل التحقيق في جرائم حرب مزعومة ارتكبها مواطنون فرنسيون، من أصل أرمني وغير أرمني، مرتبطون باليمين الفرنسي المتطرف، في كاراباخ.