الواسطة والمحسوبية إذلال للمواطن
استوقفتني العبارة المدونة على اليافطة الانتخابية، كما تشاهدون في الصورة، وتقول: الواسطة والمحسوبية إذلال للمواطن - خذ حقك بشرف، وجَعلت الفِكر يحتاس بدوامة من الأماني والأمنيات، وأردد في قرارة نفسي ألا أجد في كويتنا العزيزة في يوم من الأيام هذه الظاهرة المحزنة، ويكون مصيرها الزوال، وتصبح مثل حكايات ألف ليلة وليلة أو قصص من الأساطير! وأدركت أن كل المخلصين من أبناء الوطن الأعزاء يرفضون مبدأ الواسطة والمحسوبية، لكن لماذا يلجأ إليها بعض الناس؟ ولماذا يستجيب لها بعض المسؤولين؟
والإجابة عن هذه التساؤلات، تحتاج إلى وقت طويل وشرح مستفيض، وسأتجاوز ذلك الآن، وإنما أستطيع القول إن الواسطة والمحسوبية أصبحت ظاهرة للأسف الشديد، ومثل الوباء، ووجودها في المجتمع يقتل الطموح والفرص، وتجاوز على حقوق المستحقين لغير المستحقين، وعلينا جميعاً محاربتها بقوة، فهي لها صور وأشكال وطرق ومداخيل متعددة، وعلى سبيل المثال من هذه النماذج أن يأتي إنسان إلى مكان عمل لا يستحقه، والمفروض أن يكون هذا المكان لأحد غيره من ذوي الخبرة والكفاءة والمشهود له بالأمانة، وبعد فترة تظهر عيوب هذا الذي هبط "بالبراشوت" في الوظيفة الجديدة، وتتضح قلة خبرته وتطفح تجاوزاته وتكثر مخالفاته والتستر والإصلاح والترميم يكون حينئذ صعباً.والسبب الأساسي في المشكلة في بدايتها يكون لإرضاء فئة أو عائلة أو طائفة أو جماعة، وعندما تبحث ستجد الواسطة والمحسوبية ركناً أساسياً في الموضوع والأمثلة كثيرة لا تنتهي، ونسأل الله أن تتطهر بلدنا من هذه الآفة المقيتة، والذين يقفون وراءها يتقون الله بأنفسهم ووطنهم مع الأخذ في الاعتبار مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا ما يتمناه الجميع.الصورة تُعبر عن يافطة لقائمة ممثلي الشعب لانتخابات مجلس الأمة لعام ١٩٦٧، والأسماء من خيرة رجالات الكويت بالماضي، والكل يعرفهم في النزاهة وتحمل المسؤولية والأمانة ومحاربة الفساد والإنجاز في العمل، ويشهد لهم التاريخ بنظافة اليد، ولكن للأسف الشديد لم يفز أحد منهم بمقعد واحد في مجلس الأمة لعام ١٩٦٧، وكذلك بقية أعضاء القائمة في الدوائر الأخرى، والسبب معروف لدى الجميع.