أعلن رئيس لجنة شؤون الأسرى والمفقودين في وزارة الخارجية ربيع العدساني تحديد مصير سبعة شهداء من الأسرى والمفقودين الكويتيين بالاستعراف على هوياتهم من خلال التحليل الجيني للبصمة الوراثية الذي قامت به الإدارة العامة للأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، في الكويت، بعد جلب رفاتهم من العراق. وقال العدساني في تصريح صحافي أمس، إن الشهداء هم: مشعل إبراهيم الخليفي، وبرجس عشوي الخالدي، وسالم راشد الدوسري، ووليد إبراهيم الجيران، ومنذر نعمان السيف، وحسين علي القبندي، وخالد فراج الدوسري.
وأضاف أن هؤلاء الأسرى كانوا قد اعتقلوا أثناء الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 مشيراً إلى أن الجهود المكثفة خلال الفترة الماضية أدت إلى التوصل إلى معلومات تتعلق بموقعي دفن في العراق.وأوضح أنه تم تقديم هذه المعلومات إلى اللجنة الفنية الفرعية المنبثقة عن اللجنة الثلاثية التي قررت فحص الموقعين من جانب الفريق الفني العراقي بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ تم العثور على رفات هؤلاء الأسرى، ثم اتخاذ إجراءات الفحص الجيني في كل من العراق والكويت للاستعراف على هوياتهم وأسفرت النتائج عن تحديد شخصيات هؤلاء الأسرى.
الفحص الجيني
وبين أن وزارة الخارجية أبلغت ذوي هؤلاء الأسرى والمفقودين فور انتهاء عملية الفحص الجيني بكل المعلومات ذات الصلة بنتائج الاستعراف والإجراءات التي اتخذت في هذا الشأن حتى انتهاء عملية الاستعراف، مؤكداً حرص الوزارة على إبلاغهم عن أي معلومات أو بيانات تتوفر بشأن أسراهم باعتبار ذلك حقاً إنسانياً وقانونياً لهم.ونوه العدساني «ببطولات هؤلاء الأسرى والمفقودين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الكويت وضربوا مثالاً رائعاً في الوطنية والفداء وسجلوا أسماءهم في سجل الشرف والبطولة بعد أن واجهوا الموت بكل شجاعة وبسالة من أجل الكويت والكويتيين» متضرعاً إلى الباري عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.ووجه الشكر والتقدير للإدارة العامة للأدلة الجنائية بوزارة الداخلية للجهود الكبيرة التي تبذلها، والتي تسهم مساهمة فعالة في تحديد مصير أسرى الكويت من خلال عمليات الاستعراف على الرفات التي يتم جلبها من العراق برغم الصعوبات التي تواجه هذه الإدارة أمام حالة أي رفات في ظل مرور هذه السنوات الطويلة على عمليات الدفن.وأشاد بتصميم هذه الإدارة على الكشف عن مصير كل أسير مهما كانت الجهود والإمكانيات التي يحتاجها هذا العمل الإنساني والوطني مؤكداً استمرار عمليات الاستعراف على الرفات التي سبق جلبها من العراق والإعلان عن هوية من يتم الاستعراف على رفاته.وتوجه بالشكر للسلطات العراقية ولأعضاء اللجنتين الثلاثية والفنية الفرعية وإلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) لجهودهم المبذولة من خلال أعمال اللجنة الثلاثية والفنية الفرعية التي ساهمت في تحديد مصير هؤلاء الأسرى.وأعرب العدساني عن أمله في انتهاء هذه المأساة الإنسانية، مؤكداً استمرار دولة الكويت في جهودها من أجل تحديد مصير جميع الأسرى الكويتيين ورعايا الدول الأخرى. يذكر أن الكويت تسلمت من الحكومة العراقية خلال سبتمبر الماضي 21 رفاتاً في بادية السماوة جنوبي العراق، وأعلنت السلطات العراقية آنذاك أنه يعتقد وفقاً للمؤشرات أنها تعود لأسرى ومفقودين كويتيين. وتأكد بالفعل أن 7 منها تعود لشهداء كويتيين في حين يجري استكمال الاستدلال على ما تبقى من رفات لتحديد هوية أصحابها اذا ما كانوا مواطنين.«أهالي الشهداء»: مطلوب تشييعهم بما يليق بمكانتهم
قدم رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتية، الناطق الرسمي باسم فريق البحث عن الأسرى المفقودين في العراق، فايز العنزي، أمس، التعازي والتهاني لأسر الأسرى الذين تم التعرف على رفاتهم وإعلان استشهادهم. وقال إن «التهاني في هذا المقام تسبق التعازي، لشرف الاستشهاد وقيمته الشرعية والوطنية، حيث بذل هؤلاء الأسرى الشهداء الغالي والنفيس في سبيل وطنهم وحماية أراضيه». وتمنى العنزي أن يتم تشييع رفات الأسرى السبعة، الذين تم التعرف عليهم، ضمن القافلة الأخيرة، الذين لحقوا بركب الشهداء المدافعين عن الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم بشكل رسمي، بما يليق بمكانتهم الكريمة لدى المجتمع، وهو ما تم سابقاً مع الأسرى الشهداء الذين أعلن عنهم سابقاً.وذكر أنه بإعلان الشهداء السبعة فقد أصبح إجمالي من تم التعرف عليهم حتى الآن 243 أسيراً، ويتبقى 362 لم يعثر على رفاتهم حتى الآن.وأثنى العنزي، في ختام تصريحه، على الجهود المبذولة من وزارة الخارجية، ووزارة الداخلية- قطاع الأدلة الجنائية، بالعمل على إنهاء هذا الملف من خلال نقل الرفات من العراق إلى الكويت، والفحص الفني الدقيق الدال على هوية كل شهيد، مؤكداً أن أهالي الأسرى الشهداء، كما عهدهم الوطن، مستعدون لتقديم الغالي والثمين في سبيل رفعة هذا الوطن العزيز وسلامة أراضيه، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين.