أعلنت جمعية تيرو للفنون والمسرح الوطني اللبناني ومسرح إسطنبولي، إقامة مهرجان صور الموسيقي الدولي بدورته الرابعة، تحت شعار "تحية إلى نصري شمس الدين"، في المسرح الوطني اللبناني المجاني بمدينة صور، ويتضمن المهرجان عروضاً موسيقية وغنائية بمشاركة الفنانين بالعروض المباشرة مع الجمهور، وعبر الـ "أونلاين"، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي ومعرض للصور الفوتوغرافية عن حياة شمس الدين، ويهدف المهرجان إلى الاحتفاء بالموسيقى العربية والعالمية، والإضاءة على رموز الفن اللبناني والعربي، ودعم الفرق المحلية والشباب وفتح جسور التعاون بين الفرق العربية والأجنبية، وذلك بتنظيم من جمعية تيرو للفنون، وبالتعاون مع نقابة محترفي الموسيقى والغناء.بداية، أكد مؤسس "المسرح الوطني اللبناني المجاني"، الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي "أهمية الاحتفاء بالراحل نصري شمس الدين، بعدما كرّمت الدورات السابقة للمهرجان الموسيقار ملحم بركات والراحلين الشحرورة صباح ووديع الصافي، إضافة إلى تكريم السيدة فيروز، ضمن فعاليات الدورة الثانية من المهرجان عام 2016".
إطلالة وسيرة
وُلد الفنان الراحل نصري شمس الدين عام 1927، في بلدة جون شمال مدينة صيدا اللبنانية، ودرس في مدرستها، ثم أصبح مدرساً للغة العربية في بلدة شبعا، ثم المدرسة الجعفرية في صور، وفي إحدى المناسبات المدرسية، غنّى شمس الدين على عوده، فطلب منه مدير المدرسة أن يختار بين التعليم والغناء، فانصرف عن التدريس، واتجه إلى الغناء والتمثيل، ومن ثم بدأ تجربته الفنية بالأغنية الشعبية في بعلبك مطلع الخمسينيات، وقدّم أيضاً القصائد والموشحات، وغنى بلهجات عربية مختلفة، حتى أنه قدّم أغنية باللهجة السودانية، وأصبح متخصصاً في غناء الفلكلور اللبناني وعرف به، وانتشر صوته عبر إذاعة "الشرق الأدنى"، وكانت له أعمال مع الأخوين رحباني وفيروز وفيلمون وهبي وصباح ووديع الصافي، وتعاون في آخر ألبوماته "الطربوش" مع ملحم بركات، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأغاني الخاصة به التي يضمها أرشيفه الكبير، وأسس فرقة جون للرقص الشعبي التي عملت معه في مهرجانات بيت الدين، وتعاون مع جميع الملحنين والمؤلفين منهم حليم الرومي، وزكي ناصيف، وعفيف رضوان وغيرهم، وله أكثر من خمسمئة أغنية مسجلة في الإذاعات العربية ولبنان، وأقام العديد من الحفلات الغنائية في عدد كبير من البلدان، وحصل على عدة أوسمة من لبنان ومصر والكويت وسورية والأردن والبرازيل وباريس. فهو الوزير "ريبال" في مسرحية "كليوباترا"، و"بويجي" في "لولو"، وفخر الدين في مسرحية "فخر الدين"، أدوار كثيرة لعبها ومازالت في ذاكرة الفن اللبناني والعربي، وقد توفي الفنان الراحل عام 1983.المساحات الثقافية
وتهدف جمعية تيرو للفنون التي يقودها الشباب والمتطوعون إلى إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان من خلال التدريب الفني للأطفال والشباب، وإعادة تأهيل المساحات الثقافية وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية، وتقوم على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وعلى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات دولية ومنح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم، وتعريف الجمهور بتاريخ السينما والعروض المحلية والعالمية، إضافة إلى اللامركزية في العروض عبر "باص الفن السلام" للعروض الجوالة في القرى والبلدات المهمشة ثقافياً، وقامت الجمعية بإعادة تأهيل "سينما الحمرا" في مدينة صور و"سينما ستارز" في مدينة النبطية و"سينما ريفولي" التي تحوّلت إلى المسرح الوطني اللبناني، أوّل مسرح وسينما مجانية في لبنان، منصّة ثقافية حرّة ومستقلة ومجانية شهدت على إقامة الورش والمهرجانات المسرحية والسينمائية والموسيقية، من مهرجان لبنان المسرحي الدولي للرقص المعاصر، ومهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، ومهرجان أيام فلسطين الثقافية، ومهرجان تيرو الفني الدولي، ومهرجان صور الدولي للفنون التشكيلية، ومهرجان شوف لبنان بالسينما الجوالة، ومهرجان أيام صور الثقافية، ومهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة، ومهرجان لبنان المسرحي الدولي للحكواتي.