بعد دخول المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة، بين لبنان وإسرائيل، في طريق مسدود بسبب المواقف المتضاربة للبلدين، دعت إسرائيل الرئيس اللبناني ميشال عون إلى عقد مفاوضات مباشرة معها حول ترسيم الحدود البحرية، بعد ثلاث جولات سابقة لم تنجح في عقد توافقات بين البلدين.

واقترح وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، في «تغريدة» أمس، «اللقاء وجها لوجه في إحدى الدول الأوروبية من أجل إجراء مفاوضات علنية أو سرية».

Ad

ووجه شتاينتس رسالة باللغة العربية إلى الرئيس عون، قال فيها: «فخامة الرئيس اللبناني ميشال عون يسرني أن أبلغكم بأنني أستمتع بالحوار الذي يجري بيننا في الأيام الأخيرة على تويتر حول المفاوضات على الحدود البحرية»، مضيفا: «للأسف الشديد، يبدو أنكم (في إشارة إلى عون) لا تعرفون كل الحقائق حول هذا الأمر، بسبب قيام الطرف اللبناني بتبديل مواقفه حول الحدود البحرية مرات عديدة خلال 15 عاما». وتابع: «إنني على قناعة بأنه لو استطعنا الالتقاء وجها لوجه في إحدى الدول الأوروبية من أجل إجراء مفاوضات علنية أو سرية، لكانت لنا فرصة جيدة لحل الخلاف حول الحدود البحرية مرة واحدة وإلى الأبد»، وختم: «بذلك سنستطيع أن نساهم في تعزيز مستقبل الشعبين الاقتصادي ورفاهيتهما». وتبادل شتاينتس وعون الأسبوع الماضي الاتهامات بعد تعثر المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية، التي انطلقت قبل شهر برعاية الأمم المتحدة ووساطة واشنطن.

وكان شتاينتس اتهم لبنان بتغيير موقفه 7 مرات بشأن ترسيم الحدود، ومحاولته توسيع مساحة المنطقة المتنازع عليها. وسارعت الرئاسة اللبنانية إلى الرد على الاتهامات الإسرائيلية. وقالت في بيان صدر عن مكتب الإعلام إن كلام الوزير الإسرائيلي «لا أساس له من الصحة»، مؤكدة أن «موقف لبنان ثابت من موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبية، وفقا لتوجيهات الرئيس عون للوفد اللبناني المفاوض، لاسيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي».

ويأتي ذلك تزامنا مع توزيع الجيش الإسرائيلي شريطا مصورا، أمس الأول، لجنود إسرائيليين يهنئون الشعب اللبناني بمناسبة عيد الاستقلال، ويتمنون عودته «كما كان في السابق مزدهرا وينعم بالأمن والهدوء»، وتمنى الناطق باسم الجيش افيخاي أدرعي في الفيديو أن «يعود لبنان سويسرا الشرق وليس جزءا من المشروع الإيراني». واتفق لبنان وإسرائيل على مفاوضات مباشرة بعد سنوات من الدبلوماسية المكوكية الأميركية الهادئة، وعقدت أول جولتين من المحادثات على الحدود مع لبنان في أكتوبر الماضي، وجولة ثالثة في وقت سابق هذا الشهر، وحدد موعد الجولة المقبلة في بداية ديسمبر المقبل.

وتتعلق المفاوضات بمساحة بحرية تمتد على حوالي 860 كيلومترا مربعا، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة، إلا أن لبنان اعتبر لاحقا أنها استندت الى تقديرات خاطئة.