تبنى مرشح الدائرة الرابعة المهندس جسار الجسار قضية تطوير المناطق المنكوبة في الدائرة كالجليب والفروانية، وهذا جهد مشكور من بوأنور يستحق عليه الإشادة، خصوصاً أن هذه القضية تم إهمالها سهواً أو عمداً من السلطتين التنفيذية والتشريعية خلال السنوات الماضية، واجتمع عليها الإهمال والنسيان ليظل مشروع تطويرهما على طمام المرحومة التنمية كما يقال، ولغير الناطقين بلغتنا المناطقية الكويتية الجليب والفروانية ليستا منطقتين على الحدود أو جزراً بعيدة وسط الخليج العربي، بل تمثلان نصف الحزام الذهبي المحيط بواجهة البلاد، الأولى مطار الكويت الدولي، وتقع قربهما منشآت حيوية كاستاد جابر الرياضي وجامعة الشدادية وأسواق حيوية وتقاطعات طرق رئيسة ومزدحمة وغيرها. ولكن ومع هذا الموقع الاستراتيجي المهم لا موقع لهاتين المنطقتين في إعراب جملة التخطيط والتنمية، ومن يطلع على ما ذكره المرشح الجسار في تغريداته في مواقع التواصل أو عبر لقاءاته الإعلامية سيفهم هذا جيداً، فهو أولا ابن المنطقة، وهو أدرى بشعابها، كما أن له جهوداً وخبرة سابقة أيام عضويته في المجلس البلدي لمعالجة هذا الملف، ولكن صلاحيات المجلس البلدي المتقلصة حينها لم تسعفه، وأيضاً لم يساعده التثاؤب الطويل جدا لبيروقراطية الدورة المستندية وشخير القرار النعسان دوما، خصوصاً عندما يرن بجانبه منبه الحلول المناسبة والملائمة ليفيق من توهان تنموي كهذا، ومن لا يعرف عمق المشكلة فليتواصل ويتصل مشكوراً بصديق من هذه المناطق، وسيشرح له معاناته من ألفها إلى يائها ومن صميم قلبه، فقد قال الشاعر:
لا تشكُ للناس جرحا أنت صاحبه ... لا يؤلم الجرح إلا من به ألموبعدها سيعلم أن الشوارع هنا لا تحتاج إلى مطب أو رصيف، لا سمح الله، بل الشوارع ذاتها تحتاج إلى شوارع، وأن المنطقتين لا تحتاجان إلى عمائر أو بنايات بل هما بأمس الحاجة لإعمار جدي وفق خطط مدروسة وبناء حقيقي يراعي أهمية الموقع الاستراتيجي وحجم المواقع والمعارك اليومية المحتدمة التي يخوضها كل مواطن فيها مع سوء البنية التحتية والتخطيط المتخبط والزحمة المستعرة التي تقول لكل هموم المواطن صباحا ومساء هل من مزيد.أتمنى للمهندس جسار الجسار مرشح الدائرة الرابعة كل التوفيق لنيل ثقة أبناء الدائرة واستحقاق تمثيلهم في مجلس الأمة إن شاء الله، وأن يحرص بعدها ويعضّ بالنواجذ على هذا الملف التنموي المهم الذي يمس معاناة عشرات الآلاف من قاطني هذه المناطق الذين يعزف التأخير والتسويف في الحل نشازا تنمويا على وتر حياتهم اليومية، ليؤذي أذن كل حلم لهم بكويت جديدة ومزدهرة، لعل وعسى أن يكون للجسار من اسمه نصيب وتكون جسارته على الحل في هذه القضية جسرنا المأمول بين ضفتي الحلم والواقع.
مقالات
لحن الفروانية والجليب ونشاز التنمية
25-11-2020